المستعرضغرافيتي

حزب الإنصاف يلعب الشطرنج بمرشحيه لبلدية نواذيبو فهل يتمكن من قلب الطاولة؟

رؤيا بوست: توجّهت الأنظار منذ أسبوع للعاصمة الاقتصادية نواذيبو من أجل حسم “ورقة الحزب الحاكم الرابحة” للانتخابات البلدية ، حيث رجحت عدت أسماء لتولي ثقة الحزب لهذا المنصب، ولكنها ما لبثت أن تساقطت كأوراق الخريف، وكان أولها العمدة الحالي ومرشح حزب الكرامة القاسم ولد بلالي-صاحب الشعبية المستقرة- و الذي أعلن هو نفسه أن اتفاقه مع حزب الإنصاف لم يتم وبالتالي فهو في حل من الترشح باسم هذا الحزب، وبعد ذلك توالت خيارات الحزب حيث أعلن أربعة مرشحين تباعا أولهم مندوب تآزر د. محمد عالي ولد سيدي محمد الذي رفض الترشح باعتباره ليس أحد منتسبي الحزب، ومن بعد ذلك مدير ميناء خليج الراحة د. الطالب ولد سيد احمد الذي وقف إشكال قانوني بينه مع الترشح، ومن بعد ذلك تم اختيار رجل الأعمال أب الحموي الذي لم يمضي 24 ساعة حتى استبدل بالسيد  أحمد ولد خطري المدير المساعد لوكالة تنمية الاستثمار الليلة البارحة.

هل يستطيع الإنصاف قلب طاولة الأغلبية والمعارضة ؟

تعيش ولاية داخلت انواذيب تحولات سياسية متقلبة وتشكيلات طرأت على المشهد السياسي الانتخابي لم تكن مطروحة من قبل، فقد لوحظ تزايد منقطع النظير في شعبية حركة ايرا حيث تجاوز زعيم الحركة بيرام الداه اعبيد جميع المرشحين في الانتخابات الرآسية لسنة 2019على مستوى الولاية بمافيهم الرئيس الحالي محمد الشيخ الغزواني بفارق مريح بلغ 4000 آلاف صوت، كما لوحظت تنامي التيار الزنجي الذي استطاع الحفاظ على منصب نائب لمأموريتين متتابعتين مدعوماً من حركة ايرا وأنصار حركة افلام.

ولوحظ كذلك صعود لافت لتيار الإسلام السياسي على مستوي لائحة الجهة ومقعد نائب عن المدينة.

كما حافظ الرقم السياسي الصعب بالمدينة العمدة الحالي القاسم ول بلالي على مقعد نائب للمرة الثالثة، وهو رقم قياسي على مستوى العاصمة الإقتصادية، حيث اثبت الرجل أنه يمتلك شعبية مستقرة تمكن من خلالها من الفوز بمنصب العمدة ولائحة البلدية في جولة الإعادة القوية مع مرشح الإتحاد من أجل الجمهورية الحزب الحاكم حينها.

ويعتمد ولد بلالي على خطاب شعبوي شبيه بخطاب زعيم حركة ايرا،وقد عايش الرجل ساكنة المدينة منذ عقود واستطاع الحصول على ثقة ساكنتها في جميع الأحياء والطبقات الإجتماعية والفئات العمرية.

كما دخل على الخط مرشح آخر لحزب الإتحاد والتغيير الموريتاني حاتم وهو الشاب محمد ولد احمد لابراهيم عمدة سابق لبلدية إينال ولها طموحات سياسية كبيرة لتولي مقعد نائب أو عمدة المدينة، ويرتكز أساس على أندية شبابية وعمقه الإجتماعي الثقيل بنواذيبو.

و لم يتمكن الحزب الحاكم منذ فترة من حصد أغلبية مريحة في الولاية باستثناء مقاطعة الشامي وبعض البلديات الريفية في أهم ولاية من ولايات الوطن بعد العاصمة السياسية.

ورغم التطور الكبير الذي حصل في العاصمة الإقتصادية للبلاد ومنطقتها الحرة عجز النظام سياسيا واعلاميا عن تسويق إنجازاته من صحة وتعليم وطرق وغيرها، ويعلل المراقبون هذا الضعف الإعلامي والسياسي على فدرالية الحزب بالمدينة.

و لم تكن المعارضة الرادكالية هي ال أحسن حالاً من النظام، فقد فقدت شعبيتها في العشرية الاخيرة، وغابت عن حصونها في الولاية، لأسباب متعددة،و أصبحت الخارطة السياسية اكثر تعقيدً من الماضي القريب، فهناك تيارات صامتة سوف تفاجيء الجميع بالمدينة التي توصف بأنها موريتانيا المصغرة، والمدينة العمالية التي أحتضنت وافدين من كل ولايات الداخل، أما بخصوص البلديات الريفية فتخضع انتخابيا للمعايير القبلية أكثر من أي شيء آخر.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى