المستعرضثقافي

دراسة تتناول الإلحاد في المجتمع الموريتاني

الحكومة شكلت لجنة وزارية معنية بمتابعة تأثير الانترنت على الأطفال والمراهقين

تناولت الباحثة المصرية نبوية سيد في رسالة تخرجها موضوعا مهما، أشفعته بالتأصيل الدقيق، وأسسته على دراسة رغم شح عيناتها كانت ثرية ومفيدة، نظرا لجودة طرح أسئلة الاستبيان وتحليل معطياته.

تتوقع الدراسة التي أنجزت نبوية، أن يكون عدد الملحدين في موريتانيا من محيط عينة الدراسة(13) يقارب 120 ملحدا، لهم أكثر من تجمع، فيما يعيش عدد منهم داخل البلاد.

المضحك المبكي أن الغالبية العظمى منهم طلاب تعليم ثانوي وجامعي، ولمّا يتجاوزوا سن الثلاثين بعد، وأساس إلحادهم بسيط، دواؤه كالشمس في رابعة النهار كتابا وسنة وعقلا ومنطقا.

وتظهر الدراسة؛ فداحة عدم مراقبة وسائط الاتصال، حيث غالبية الملحدين أورثهم تصفحهم للمواقع الثلاثة@: الفيسبوك، يوتيوب، كلوبهاوس؛ تمكن فكرة الإلحاد من عقولهم، أو كان سببا فيها، وكذا أوجد لهم حواضن خارجية عجز معظمهم عن إيجادها محليا.

أعجبني كثيرا في الدراسة؛ ربط الباحثة لظاهرة الإلحاد بمساوئ تم تجاوزها دون ضجيج في المجتمع خلال السنوات الأخيرة، من قبيل الكتابات المسيئة للذات الإلهية والجناب النبوي عبر وسائط الاتصال، وتمزيق المصحف الشريف، وحرق الكتب الفقهية، وبروز حراك نسوي شاذ رادكالي كفري في تصرفاته، ومن ثم تفشي ثقافة الإلحاد سرا وعلناً.

تقول نبوية: “إننا أمام حالة تستحق أن نقف عندها طويلا، تجعلنا نستنتج أن من بيننا عديدون يتبنون هذا المعتقد بصمت، وفي غياب شبه تام لثقافة الحوار العقدي ومناقشة الشبهات المثارة واستخفاف الغالبية من الفقهاء وأهل الرأي بهذه الأفكار التي تنخر عقول الشباب وعدم التصدي لها بالحوار والحجة والبرهان”.

لذا توصي الدراسة بـ:

1- تجديد الخطاب الدعوي المعاصر وتنويع أساليبه

2- إعطاء مساحة للحوار المفتوح مع المتخصصين في المجال والرد على الشبهات العصرية

3 -إدراك أن التساؤلات الوجودية لم تعد عند الجميع مجرد وساوس نفسية يصح لجمها بالإعراض

4-مراقبة الإنترنت وتقييد بعض المواقع والمنصات نظرا لخطورتها

5-إثراء المكتبة الوطنية بالمحتوى الذي يناقش ويرد على الشبهات والتساؤلات الوجودية الكبرى

6-التركيز الإعلامي على المحتوى القيمي والأخلاقي

_______

سأل الاستبيان عينة الدراسة (13 ملحدا) عن الوسائل التي سيربي وفقها كل واحد منهم (11 رجلا وامرأتان) أبناءه داخل المجتمع، فكانت الردود (السؤال بدون خيارات ويجاب كتابيا):

-لا أرغب في الإنجاب / لا إنجابي: 5

-لن أربي أطفالي في هذا المجتمع: 4

-لن أربيهم على الخرافات: وردت 2

-إن أنجبت سأسجلهم في المدارس الفرنسية: 1

-لن أعيش طويلا حتى أربي أطفالا، فأنا أنوي إنهاء حياتي: 2
-سأربيهم كمسلمين 1

وفي سياق متصل شكلت الحكومة لجنة وزارية مكلفة بمتابعة ظاهرة الاستخدام المفرط للإنترنت من طرف الأطفال والمراهقين، وأوصت بضرورة حماية هذه الفئة من الآثار السلبية للإنترنت.

وقدمت اللجنة التي يرأسها الوزير الأول محمد ولد بلال مسعود، عرضا يتعلق بتزايد التأثير «السلبي على الأطفال، خصوصا جرائم انتحال الشخصية والتنمر الإلكتروني والإرهاب والفكر المؤدي للعنف».

ومن ضمن الآثار التي تحدثت عنها اللجنة، «الخروج على الثوابت الوطنية والدينية من خلال شبكات التواصل الاجتماعي والمجموعات المغلقة على شبكات الإنترنت».

و أوصت اللجنة الوزارية بالإسراع في تنفيذ المقترحات الفنية المقدمة من طرف اللجنة الفنية.

وتهدف هذه المقترحات إلى «إطلاق برامج من أجل استخدام أكثر فعالية لآليات حماية الأطفال والمراهقين على الإنترنت ورفع مستوى التوعية لدى الأسر بخصوص المحتوى المشبوه على الإنترنت وإيضاح المخاطر في الفضاء السيبراني».

وفي البيان الختامي لاجتماع مجلس الوزراء الخميس الماضي، أعطى الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني، تعليمات للحكومة باتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية القصر من تعاطي المؤثرات العقلية.

وجاء في البيان أن تعلميات الرئيس شملت «الذين يتعرضون لخطر جسيم من عواقب سلبية، بما في ذلك المشاكل الطبية والاجتماعية والنفسية والسلوكية، والإدمان المؤدي إلى أعمال الانحراف ».

كما أوصى بالتخفيف من تأثير الشبكات الاجتماعية على الشباب بالإضافة إلى «مخاطر التنمر عبر الإنترنت، والتأثر بالثقافات الأخرى، والمحتوى غير المناسب والخروج عن ثقافتنا الإسلامية».

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى