رأي

صفقة الحج والتغيير المنشود…/ حماه الله حننا

في الوقت الذي كنت كغيري نأمل تغييرا ملموسا في وزارة الشؤون الإسلامية والتعليم الأصلي نظرا للمكانة العلمية والاجتماعية للمسؤول الأول في هذه الوزارة القاضي الداه ولد سيدي ولد أعمر طالب، فجعت كغيري من المتخصصين في شؤون الحج بمنح صفقة الحج للمدعو أبو عبد الرحمان وفي هذه العجالة أتساءل لأحاول تسليط الضوء على خطر هذه الصفقة وتداعياتها على الحجاج الموريتانيين.

أولا:

هذه الصفقة فيها ظلم جلي لكل من يريد خدمة الحجاج وتحققت فيه الشروط وانتفت عنه الموانع، حيث كان أصحاب المؤسسات الخدمية ينتظرون فتح مناقصة أمامهم فيتنافسون عليها ويفوز العرض الأحسن خدمة والأقل تكلفة.

ثانيا:

لا شك أن من ربح الصفقة ربحها بغير وجه حق وبطرق غير مشروعة وغير قانونية، كيف يكون حصل عليها بطريقة شرعية وقد ضيعت حقوق الآخرين ممن يفترض أن يتنافسوا معه للفوز بالصفقة.

ثالثا:

الجميع مجمعون على أن السنوات الماضية ضيعت فيها حقوق الحجاج وتجلى ذلك في رداءة الخدمات وغلاءها مقارنة بالسنوات التي قبلها والسبب هو سياسة إدارة الحج وتعليمات الوزير السابق وغيرها من التعليمات التي هي أعلى من الوزير، وهذه السياسة التي أحلت البأس في حجاجنا وخلفت الغلاء هي نفسها التي بدأ بها الوزير الحالي، فكيف نرجو تغييرا وتحسنا والممارسات لم تتغير والمنهج هو نفسه!!!

ثم إن تغيير الواقع يتطلب لا محالة تغيير أفكار صناع القرار، فمن أهدى إليكم أيها الوزير هذا الرأي لا يريد مصلحتكم ولا مصلحة حجاج بيت الله والذي يفترض أن مصلحتهم فوق غيرها من المصالح.

وفي خاتمة هذه العجالة التي سأشفعها بأخواتها حتى يرفع الظلم عن حجاجنا أخص الوزير بنصيحة، فأذكركم بما تحفظونه من كتاب الله القائل: وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ ، والقائل: وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ، وبقول النبي صلى الله عليه وسلم: ولا تظالموا، وبقوله: المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ، وَمَنْ كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً، فَرَّجَ اللَّهُ عَنْهُ كُرْبَةً مِنْ كُرُبَاتِ يَوْمِ القِيَامَةِ، هذا على سبيل العموم فكيف بحوائج حجاج بيت الله وركن من أركان الإسلام؟

إذا كان ليس لكم من الأمر شيء فلا تكن آلة للظلم كسلفكم واعلم أنه لا عذر لكم وأنتم على رأس وزارة يرجى منها ما لا يرجى من غيرها من الوزارات، واعلم أنها لو دامت لغيركم ما وصلت إليكم.

كتبه الفقير إلى رحمة ربه من كل وجه الإمام المهندس

حماه الله محمد محمود حننه.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى