رأي

مأساة وطن …/ مولاي لحبيب نافع

في ظل ما يشاهده الجميع من فيالق المفسدين و قطعان العامة و الدهماء الذين يساقون كالأنعام حيث ما حل الرئيس و أرتحل فلا قيمة لرأي مستنير أو مثقف يؤلمه حال وطنه البائس الذي يطرد خيرة ابنائه إلى حائط المكسيك او غيره من بلاد الله الواسعة ليجد فيها «مراغما كثيرا وسعة» ،

الأمم من حولنا تنهض ونحن نهوي ونرتكس في أوحال النفاق و التزلف لكبار الموظفين الذين أوصلتهم الصدفة إلى المكان الخطأ حيث يتحكمون في رقاب العباد و أرزاق البلاد،

 إلى متى سنبقى نراوح هذا المكان السحيق و كأن قدرنا الضياع والحرمان من النهوض ومحاكاة العالم في الحصول على أبسط مقومات العيش الكريم التي تتمتع بها الحيوانات في الدول التي يحكمها القانون ؟

ألا يكفي قرابة قرن من شيوع الفساد وتسيد المنهج التخريبي المدمر ؟

حتى الدول التي عاثت فيها الحروب المدمرة استطاعت تجاوز محنتها ووقفت على قوائم الاقتصاد القوية لتوصلها إلى بر الأمان و المصير المشترك والحتمي للشعوب الراقية ، إن النخب المتحكمة بهذا الأسلوب الهمجي تقضي على كل الأسباب العقلانية لمستقبل العيش المشترك والأمن لأجيالها فمن غير المنطقي البتة غياب طبقة متوسطة التي تظهر أهميتها في الأمن الاجتماعي أكثر من غيرها حسب آراء المختصين و تتجلى أهميتها فى أنها المنوطة بتحقيق التوازن المجتمعى أى أنها تخلق التوازن بين الطبقات وهى جسر بين الأثرياء والفقراء ومن ثم تؤثر فى تشكيل المزاج الاجتماعى العام وحماية القيم الاجتماعية والثقافية من الانهيار حيث إنها احد الأعمدة الأساسية للاستقرار السياسى والسلم الاجتماعى لأنها تفضل دائما الاعتدال

الحقيقة التي يجب أن يعلمها الجميع هو أن الذين يغيبون الأساليب المتعارف عليها لبناء الدول و يلجئون إلى التدثر و الإحتماء وراء تابوهات المجتمع لن يغنوا عنهم شيئا في حالات الجد التي قد يعيشها الشعب وعسى أن تكون قريبا..

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى