استقصاءالمستعرض

مشروع WARCIP وارسيب موريتانيا خطأ في الخدمة!

رؤيا بوست: خطأ في الخدمة هكذا يظهر لك الموقع الرسمي لمشروع Warcip “وارسيب” عندما تبحث عنه في شبكة الانترنت، وعلى الواقع كذلك يبدوا أنه لا يختلف كثيرا عن هذه النتيجة.
لقد طرح تعطل الكابل البحري الذي يربط موريتانيا بشبكة الكابلات البحرية Africa  Cost Europe ACE أسئلة متجددة عن الأسباب الكامنة وراء تعثر مشاريع البنية التحتية الرقمية في موريتانيا بصفة عامة، و بصفة أخص مشروع الربط الوطني أو ما يسمى ببرنامج البنية التحتية للاتصالات في غرب أفريقيا Warcip بموريتانيا ، وقد ساهم هذا التعثر -من بين مشاكل أخرى يعاني منها قطاع الاتصالات- في تأخر وصول اجيال متطورة من تكنولوجيا الاتصالات في موريتانيا كالجيل الرابع 4G من الاتصالات المتنقلة، رغم تعطش مستخدمي الانترنت لها في موريتانيا، حيث وصلت لبعض الدول المجاورة مثل السنغال و مالي و النيجر منذ فترة، و استعداد بلدان أخرى ليست بالبعيدة لإطلاق أجيال أكثر تطورا كالجيل الخامس 5G مثل تونس و المغرب التي بدأت بالفعل في تجربة هذه الشبكات و تستعد لتوفيرها في قادم الأيام.

تبلغ تكلفة البرنامج الأشمل للبنية التحتية للاتصالات في غرب افريقيا الممول من طرف البنك الدولي ب 300 مليون دولار موزعة على 16 دولة أفريقية حصلت موريتانيا منها على تمويل قدره 30 مليون دولار كمرحلة أولى ووصل التمويل المشترك مع البنك الأوروبي لقرابة ال100 مليون دولار.
وقد كانت انطلاقة المشروع عندما وافق البنك الدولي على منح موريتانيا وتوغو حزمتي تمويل بقيمة 30 مليون دولار لكل دولة في مايو 2013.
ويهدف التمويل لتحسين الوصول وجودة شبكة الانترنت و تقليل كلفتها، وهو ما يشكل العمود الفقري لاستثمارات القطاع الخاص، ويشجع المستثمرين على نطاق واسع في تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ICT، ويساهم في خفض تكاليف الانترنت كما حدث في عديد البلدان الأفريقية.

وقد بدا أن هذا المشروع قد شكل نموذجا حيا للمشاريع سيئة الصيت الممولة من المؤسسات الدولية على كاهل المواطن، وخاصة الأجيال القادمة، والتي تعد مسرحا للعبث بالمقدرات واستنزاف الأموال بدون تحقيق أية نتيجة، يشار لها في تقدم المشروع الحيوي والأساسي في تخفيض تعريفة الانترنت، وزيادة السرعة، ووضع موريتانيا ضمن الدول المتقدمة في هذا المجال، والاستفادة من ثورة تكنولوجيا المعلومات لمواجهة تحديات التنمية.

ما هو مشروع Warcip؟

هو مشروع أنشئ في ظل وجود وزارة التقنيات الجديدة سابقا التي أصبحت قطاعا من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، وهو عبارة عن تمويل من البنك الدولي والبنك الأوروبي للاستثمار يناهز 100 مليون دولار.
والهدف من المشروع -الذي يستهدف دول غرب افريقيا- هو تدعيم البنية التحتية للاتصالات وتبعيتها للقطاع الحكومي، وتعد شبكة الألياف البصرية هي أكبر قطاع في هذا المشروع، حيث يخطط لزيادة سرعة الانترنت خاصة في مناطق الداخل من خلال شبكة ألياف على شكل عمود فقري backbone تربط المدن الكبرى بالعاصمة و تكمل و تؤمن الشبكات الموجودة، حيث يتم  استخدامها من قبل شركات الاتصالات لخفض التكلفة على المستهلكين، و يعتبر تأخر اكتمال أشغال هذا المشروع مدعاة للريبة.

 ويطرح تساؤلات مشروعة عن وجود يد لشركات الاتصال في تعثره بصفة مباشرة أو غير مباشرة حتى تظل خدمة الانترنت متدنية على حساب خدمة المكالمات الصوتية، إذ تعود هذه الأخيرة بالنفع على شركات الاتصال أكثر من خدمات الانترنت و تحتاج كلفة رقمية أقل بكثير.

المبلغ الذي تمت استدانته على الأجيال منذ سبع سنوات كان من المفترض صرفه في انجاز بنى تحتية رقمية، إلا أن مصادر مطلعة تؤكد بأن هناك لوبيا داخل وحدة تسيير المشروع  لا تريد له أن ينتهي رغم حث الممولين على ضرورة تسريع وتيرة الإنجاز، حيث شهد المشروع -منذ ميلاده و حتى اليوم- تصارع لوبيات تمثل مجموعة من الشركات الأجنبية و مكاتب الدراسات من فرنسا و الصين و تونس… من بينها هواوي الصينية التي كان يدعمها الوزير الأول السابق يحي ولد حدمين، و  ZTE الصينية أيضا و المدعومة من قبل نجل الرئيس السابق تصارعتا على أهم عقود المشروع، و أدى الصراع إلى تأخر ذلك العقد ثلاث سنوات ظلت خلالها الدراسات و رواتب العمال و المكافآت أهم بنود صرف المشروع، رغم خلوه خلال تلك الفترة من أي انجاز ملموس.

موقع المشروع على الإنترنت لا يعمل

 وفي النهاية فازت شركة ZTE بالمناقصة بما يقارب 13 مليون دولار، و تعاقد المشروع مع تجمع مكاتب دراسات تونسي STUDI/ST2I لمتابعة الأشغال و قد كان قدم عرضا لخدمات 4 خبراء أجانب بمبلغ مليون و مائتي ألف دولار، و لم يتفطن مسؤولو المشروع لخلو العرض من عمال الدعم إلا بعد أن دخل العقد حيز التنفيذ، مما جعلهم مجبرين على توقيع ملحق يقارب نصف مليون دولار يقضي بتوفير عمال الدعم لمتابعة الأشغال عن قرب، وقد تم اكتتابهم وسط استهتار كبير بحقوق العمال من طرف مكتب الدراسة التونسي.
و موازاة مع بنود صرف مشروع الألياف البصرية المتعثر، تم صرف مبالغ أخرى كبيرة في دراسات أخرى كمستقبل قطاع الاتصالات في موريتانيا، و التأثير البيئي للمشروع على الحياة الاجتماعية للسكان، وكيفية التكيف مع التغير الجديد في قطاع المعلومات، ودراسات التأثير البيولوجي للكابل البحري على الحياة الخاصة للمواطنين،  وغيرها من العناوين المشابهة التي استنزفت مبالغ المشروع في مكاتب دراسات أجنبية.

وقد كان مقررا انتهاء انجاز عقد الألياف البصرية في 18 شهرا إلا أنه تجاوز ثلاث سنوات دون الوصول للمرحلة المطلوبة، و رغم عجز الشركة الصينية عن تنفيذ المشروع في الآجال المحددة من قبل الممولين، تم من جديد استدعاء مكتب مراقبة إضافية لمراقبة الأشغال، و مراقبة مكتب المتابعة في عمليات استنزاف للمبالغ المستدانة من البنك الدولي على كاهل المواطن بشكل متواصل.
وفي ظل هذا السعي الدؤوب لصرف المبالغ في غير تنفيذ العقد المتعلق بالألياف البصرية ، ظل أغلب الموظفين مستمرين في مناصبهم، رغم فشل مشروع البنية التحتية للأنترنت، و ظل المشروع ينسق و يدار من ذوي غير الاختصاص.
و دائما في إطار الفشل الرقمي ظل القطاع يعاني من اختلالات تجاوزها العالم من حولنا.

 فبدل صرف المبالغ في دراسات لا فائدة منها في الغالب، كان من الممكن ربط موريتانيا بكابل بحري احتياطي يمكننا من الارتباط بالانترنت دون أي تردي في الخدمات، وذلك في حال انقطع الاتصال عن الكابل الأول، و هو ما يدخل في اختصاص الموريتانية الدولية للإتصالات IMT رغم اشادة المراقبين بمطابقة مقراتها و أجهزتها للمواصفات المطلوبة من مراكز المعلومات، و هو نتيجة طبيعية لإسناد المهام لذوي الإختصاص و هي شهادة في حق مهندس خبر الإتصالات طيلة عقود من الزمن.

إذن يبقى مشروع الربط الوطني “وارسيب موريتانيا” WARCIP Mauritanie بدون منسق بعد استقالة منسقه منذ ثلاثة اسابيع، اثر صراع داخل المشروع، بدأ مع المنسق الأول للمشروع، و لن ينتهي مع اكتتاب منسق جديد.

 و في المقابل تبقى وتيرة تنفيذ مشروع الألياف البصرية بطيئة، و في انتظار ذلك يستعد المشروع لتوقيع عقد مراقبة مع مكتب مراقبة فرنسي، و تبقى بنود الصرف مفتوحة إلى أن يتم نفاد مبلغ السلفة في انتظار تسديده من طرف الأجيال القادمة!

رؤيا بوست /  المامي ولد جدو

تعليق واحد

  1. من مواطن موريتاني بسيط يجب أن توفروا الجيل الخامس 5g لأن الوضع لا يحتمل اكتبوا فحص النت يظهر لكم أقل شي 15 mg الدول الأخرى وحتى العربية التي فيها نزاعات تظهر 500 mg و 600 mg و 700 mg حين يجربوا نتهم في فحص النت أنا لا أستطيع الفوزة بمسابقة قروش في تطبيق أمينوا مثلا يكتبون تست كتابة حول إلي أول من يكتب الاسم أنا الأخير يسبقون في كتابة الإجابة دائما قبلي واحد اثنان أربعة و أعتقد أن الكثير من المواطنين الموريتانيين مثلي يعانون من نفس المشكلة مع العلم أني محسن سرعة هاتفي يجب أن توفروا شبكة الجيل الخامس 5g لأن مواقع التواصل الإجتماعي عالم لا يرحم وهو ملجأ أغلب الشباب ولا يستغنون عنه و الشباب الصغار بدئوا يكبرون و يتهجون إليه ولا يعلمون الصدمة أنه عالم لا يرحم فوفروا لهم شبكة الجيل الخامس 5g حتى يتطوروا ويتعلموا من العالم الآخر

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى