اعتبر معالي وزير الثقافة الأستاذ سيدي محمد ولد محم بأن زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان المقررة لموريتانيا تعد انعكاسا لتطور العلاقات بين موريتانيا والسعودية والتي تبقي دون مستوى طموح القيادة في البلدين الشقيقين وفق تعبيره.
وأكد الوزير في مقابلة مع صحيفة الشرق الأوسط الدولي بأن وجهات النظر تتطابق مع السعودية في عدد من القضايا الهامة، امنيا وسياسيا واقتصاديا.
وانتقد مشروع الإخوان المسلمون في موريتانيا معتبرا بأن اصل تلك الشجرة يعكس صورة ما جرى من حروب ودمار في البلدان العربية، وذلك تأسيساً على قاعدة ثابتة تقول بأننا حين نستورد مشروعاً، أي مشروع، يجب أن نبحث عن أدائه وعن جدوائيته في البلد المصدر؛ هذا الإسلام السياسي الذي يحاول البعض تصديره إلينا، أو يحاول بعض الموريتانيين استيراده من مناطق أخرى، هو نفسه الذي أشعل النار في مناطق كثيرة، كسوريا ومصر والعراق واليمن وليبيا، وأحدث دماراً كبيراً في الكثير من الدول العربية، وبالتالي تجربته تثبت مع الوقت أنه لا يشكل عنصر استقرار في المنطقة، وأنه عامل من عوامل التوتير عبر ما يناهز تسعين سنة ماضية، وبالتالي خلال كل هذه الفترة سقط شعار «الإسلام هو الحل»، حتى عند الذين حملوه، ولم يستطيعوا تقديم قراءة تشكل حلا مقنعا لجموع المسلمين والعرب في العالم حسب تعبير الوزير.
واعتبر ولد محم _في حديثه للصحيفة السعودية_ بأن القراءة الموريتانية للدين، بأبعادها المتعددة، هي التي حفظت لهذا البلد أمنه واستقراره، وظل الموريتانيون بمنأى عن الحروب الأهلية وعن عوامل التفرقة، وظل السلم الأهلي قائماً، لأن الموريتانيين يفهمون أن غاية الدين هي إحقاق العدل أولا وتحقيق السلم ثانيا، وأن هذين الهدفين المتوازيين يشكلان مقصدين أساسيين من مقاصد الشرع، وبالتالي ظل القياس الموريتاني يأخذ بعين الاعتبار هذين المقصدين، فالدين الذي لا يوفر العدل ليس دينا من عند الله، والدين الذي لا يوفر السلم والاستقرار ليس دينا من عند الله، وقد فهم الموريتانيون أن الاستقرار والسلم والعدل هما غاية هذا.
زر الذهاب إلى الأعلى