المستعرضرأي

بعد عقدين من العطاء.. عمار ولد محمد فال تقاعد خبير ورجل نادر

يختلف تحضير الموظف لسنوات التقاعد في مجتمعنا، والغالبية لا يحضرون أنفسهم لهذه اللحظة ولا يتحضرون لاستقبالها، بما يليق بها من مستجدات نفسية واجتماعية واقتصادية، إلا أن رجلا عرف بالبذل والعطاء سرا وعلانية، بلا منى ولا أذى، عطاء من لا يخالطه مكر السياسة وابتزاز المبذول لهم من ماله وسعة علاقاته ونفوذه في مؤسسة تعد شريان الاقتصاد الموريتاني، خدم بها بإخلاص نادر مقدما عصارة خبرته وجهده وعطاءه.

إنه عمار ولد ابراهيم ولد خيري الخبير المالي و  مدقق حسابات الشركة الوطنية للصناعة والمناجم اسنيم، ومديرها المالي لعقدين من الزمن، فالأيادي البيضاء لهذا الرجل كثيرة لا تعد ولا يمكن أن يعلم بها سوى الله أو من وصلهم عطاءه وبذله، من تشييد المساجد، و المساكن ، وتوفير فرص العمل، والمنح الدراسية، والسكن اللائق للوافدين للعاصمة الاقتصادية بحثا عن لقمة العيش، من مسقط رأسه دون تمييز بين المجموعات القبلية بلعيون، يؤكد العارفون به أنه لا ينتظر رد الجميل، لأنه ببساطة من اللذين لا يتبعون عطائهم منا ولا أذى.

لكن ما ينتظر ويرتجى هو أن  لا يقع عليه الإجحاف بسبب قوانين التقاعد التي تظلم مقدراته الفعلية، بأن لا تستفيد الحكومة من هذه الطاقة والخبرة والرغبة الفطرية في الاستمرار والعطاء.

بعض الرجالات تقاعدهم أو إقعادهم خسارة للوطن لما تميزوا فيه من كفاءة وجدية وتفان في وظائفهم، ولما اشتهروا به من إخلاص قل أن يوجد من ينكره، ولأن مصلحة الوطن أولى من الأحسن التذكير في وقت تزداد فيه الحاجة للأكفاء يوما بعد يوم.

إن المدير المالي السابق للشركة الوطنية للصناعة والمناجم (اسنيم) السيد عمار ولد محمد فال الذي اقضى ما ينهاز 20  عاما وهو مدير ماليا للشركة الوطنية اسنيم شهد له الجميع بالخير والنبل في تعاطيه وتعاملاته وتفانيه، كانت تلك الفترة من الفترات الذهبية للشركة.

عمار الآن وبعد خدمة طويلة للوطن سيتقاعد، عمار وإن تعب من نبل الخدمة وروعة العطاء فإن الوطن يحتاجه ويحتاج تلك الخصال كلها التي يتمتع بها، علاوة على سمعته الطيبة وعمقه الاجتماعي.

الحضرامي ولد محمد

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى