وزير الصحة ومدير الإذاعة السابق يفجر قنبلة داخل المستقلة للانتخابات (حصري)
2017-06-29
الوزير السابق حم ولد اسويلم
رؤيا بوست: قال وزير الصحة وكاتب الدولة لاتحاد المغربي العربي ومدير إذاعة موريتانيا سابقا حم ولد اسويلم بأن هناك مجموعة نافذة داخل اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات تهتم بالصفقات المادية والتربح والاكتتاب الزبوني والسياسي اكثر من العمل الفني، ما اضر بسمعة اللجنة كهيئة وطنية انشئت للحكم بين المتنافسين السياسيين، والإشراف على الانتخابات بصفة نزيهة، الشيء الذي نجم عنه الكثير من الاختلالات الجوهرية في علمها.
وأضاف -في رسالة حصلت رؤيا بوست على نسخة منها- بأن اللجنة تمادت بعد الرسالة التي وجهها، وضربت عرض الحائط بكل التضحيات التي قدمها سواء على المستوى المهني أو في المناصب السامية التي تولاها بالدولة الموريتانية.
واعتبر المستشار الفني السابق باللجنة الوطنية للانتخابات CENI حم ولد اسويلم وهو وزير سابق أن اللجنة تتجاهل خدماته وخبرته بشكل غير مفهوم وغير مقبول، حيث لم يتم استدعائه بالرغم من أن جميع الموظفين السابقين اعيدوا لعملهم باللجنة مؤخرا.
واكد ولد اسويلم في رسالة استفسار بأنه علم بأن اللجنة لن تعيده كلآخرين وبدأ يبحث عن الأسباب والمبررات الموضوعية لهذا القرار، وأرسل طلب توضيح جاء في مضمونه:”..انتهز الفرصة لأسأل جميع الأعضاء : هل ارتكبت خطئا مهنيا أو أخلاقيا؟ أظن انه على العكس فقد قمت بخدمة مؤسستي بصفة مشرفة مهنيا ومعنويا”.
وأضاف:” لقد قمت بالمهام التي أسندت إلي على أحسن وجه، ورفضت التعامل مع المسائل الغير واضحة بشكل صارم، وقدمت استقالتي بعد أن تم تعييني ناطقا باسم اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات وتجاوز الآخرون مهمتي”.
وتابع:” بعد تسريحنا بدون حقوق التحقت بمجموعة من العمال التي تقدمت بشكوى من اللجنة وقد تمت إعادتهم جميعا باستثنائي”.
وأوضح ولد اسويلم أنه لا يشغل منصبا قياديا في أي حزب، رغم أنه يتقاطع مع حزب الحضارة والتنمية المبادئ والمواقف والقناعات السياسية وفق تعبيره.
وشدد على أن إقصائه يعتبر ظلما لا يستند لمبررات موضوعية، وربما يكون نتيجة ميزان القوى داخل ما يعرف بــ”لجنة القيادة” داخل اللجنة المستقلة للانتخابات، والتي مارست ضغطا على لجنة الحكماء لعدم إعادته لمنصبه وفق تعبيره.
ورأى ولد اسويلم بأن تلك اللجنة “لجنة القيادة” تم استحداثها خارج إطار القانون الأساسي والنظام الداخلي للمستقلة، معتبرا بأن الهدف منها هو إقصاء الحكماء والآخرين عن القرار.
كما أن اعضائها استفادوا ماديا بشكل كبير مقارنة مع نظرائهم بنفس الرتبة لأنهم ببساطة يتمتعون بـ”حصانة” لأفعالهم، حتى الحكماء لا يؤثرون فيهم،.
وضرب ولد اسويلم امثلة على ذلك حيث ذَّكر باستقالة الدكتورة ماتيتا عندما اصطدمت مع مدير الاتصال باللجنة واخبرها احدهم أن الوزير الأمين العام للرئاسة حينها يقف وراءه وعليها أن تستقيل أو تصمت فقررت الاستقالة عن قطاع الاتصال في 2015.
والغريب –يضيف الرجل-أن ما يسميه “لجنة القيادة” هي من يقف وراء تشويه سمعة المستقلة للانتخابات، عبر صفقات التراضي المشبوهة التي من بينها صفقة مثيرة للطابعة مع لبنانيين ،وهي الصفقة التي اطاحت مؤخرا بالأمين العام السابق لوزارة الداخلية محمد الهادي ماسينا.
كما اثارت هذه اللجنة العديد من السخط لدى الأحزاب السياسية التي انتقدت ادائها بشكل كبير وتكررت الشكاوى منها، عوضا عن سحبها لمئات الموظفين قبل الانتخابات بثلاثة أيام فقط، وتشغيل عمال غير رسميين مكانهم، ما ضاعف التكلفة على الحكومة، واربك عمل اللجان بتوظيف عمل غير مدربين.
وكان ولد اسويلم قد شغل منصب وزير الصحة 2003، كما أنه يتمتع بكفاءات عملية مشهودة حيث أنه أول موريتاني حائز على شهادة عالية في مجال الاتصال وخدمة التنمية، وأول مسؤول في مشروع الإذاعة الريفية، وشغل منصب كاتب الدولة لاتحاد المغربي العربي حيث اصر على اكتتاب مئات الموظفين بشكل رسمي من الأطر المتواجدين اصلا داخل كتابة الدولة ولم يجلبهم من الخارج، في 2001-2003، ليعين بعد ذلك وزيرا للصحة في 2003 حيث وصل درجة متقدمة مع منظمة الصحة العالمية من اجل تمويل عديد مشاريع الصحة بموريتانيا ، واجبر الشركات التي تعاقدت معها الوزارة على الوفاء بالتزاماتها ما ادخله في معركة مع رأس المال النافذ خاصة المقاولين،حيث تمت إقالته من الوزارة، و عُين مديرا عاما لإذاعة موريتانيا في 2005.
يستغل ولد اسويلم -رغم كل تلك المناصب السامية- سيارة كارينا قديمة ومهترئة، ويسكن في حي شعبي، ولا يمتلك أية ارصدت بنكية أو عقارات، وقد تميز بالأخلاق الحميدة وروح المسؤولية ونظافة اليد حسب شهادات عديدة، والدليل أنه خرج من كل تلك المناصب خالي الوفاض لأن همه الوحيد هو خدمة الوطن وليس تكديس الأموال حسب ما يقول مقربون من الرجل.