المستعرضغرافيتي

اعل ولد اعلاده: كنت اهش على غنمي في شعاب تجگجة فإذا بي أمسك البندقية

رؤيا بوست: اكتتب الرقيب المتقاعد اعل ولد اعلاده مع باكورة قوات الحرس الوطني سنة 1958، و التي كانت النواة الأولى لتشكيل الجيش الموريتاني، حيث كان يرعى الغنم في شعاب تجكجة واستدعاه أحد أقاربه، بعد اتصال من العقيد الراحل أحمد ولد بوسيف قيل له أنه موريتانيا في حاجة لبناء جيش، فلم يتردد في تلبية نداء الواجب بهدف حماية الحوزة الترابية مع بداية إرهاصات الاستقلال، رغم أنه لم يكن يعرف حتى كيف يمسك البندقية.

استدعى الفتى آنذاك للجندية، وهو لا يحسن سوى القبض على عصى يهش بها على غنمه وله فيها مآرب أخري .

شهادات التكريم ولوحة الحرب الحديدية، هي كل ما تبقى لهذا المسن ينثره أمام زواره بكل فخر واعتزاز، حيث حصل ولد اعلاده على أوسمة شرف ورسائل تهنئة من قادته، خاصة بعد مشاركته في حرب الصحراء حيث قال بأن العقيد الراحل أحمد سالم ولد سيدي كان يشاهده عن طريق المنظار واستدعاه بعد نهاية إحدى المعارك وسأله عن اسمه وقال له حفظك الله كنت باسلا ومغوار.

ووصف صندوق دعم عائلات شهداء الجيش والأمن الوطني بأنه خطوة هامة قامت بها وزارة الدفاع الوطني، لكنها في الوقت ذاته تناست ضحايا حرب الصحراء ومن ضحوا بدمائهم من اجل الحوزة الترابية واستقلال موريتانيا.

و انتقد رئيس مكتب رابطة متقاعدي الحرس الوطني في الولاية الشمالية الرقيب المتقاعد اعل ولد اعلاده تعامل الوزارة الوصية مع المتقاعدين، حيث حولتهم من مصرف البريد إلى البنوك الخصوصية، وقال ولد اعلاده بأن فئة متقاعدي الحرس الوطني تعاني كثيرا من أجل استلام معاشاتهم الشهرية حيث تتراكم لمدة اربعة اشهر ما يضطرهم للاقتراض كثيرا من أجل سد الرمق، وهو ما لا يليق بمن خدم الوطن وفي مثل سنهم وفق تعبيره.

وتابع في حديث لرؤيا بوست:”..نحن نعيش ولكننا نفتقد معاملة كريمة فحتى في الدول الأخرى هناك قبر للجندي المجهول، بعض من المقاتلين السابقين أحياء، ولكنهم لا يحظون بالتكريم المستحق، أو الحياة الكريمة، وباتت حقبة الحرب وكأنها وصمة عار على جبيننا”.

وأضاف:”.. أعرف بعض زملائي التحق بالتجنيد دون أي تدريب فقط بعض الشروح في كيفية استخدام البندقية، والقنابل اليدوية، وكان يخطأ أحيانا ويكاد يقتل نفسه أو يصيب زميله إلا أن الإصرار على الدفاع عن الوطن كان حافزا لتخطي الصعاب”.

وختم بالقول فقط ما نسمعه هو كلام عن أن الباقين من العسكريين المتقاعدين الذين بقوا على قيد الحياة حظهم جيد انهم لم يقتلوا اثناء الحرب.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى