المستعرضغرافيتي

750 من القبعات الزرق بوسط أفريقيا من بينهم كتيبة موريتانية كيف كانت المهمة؟

رؤيا بوست: منذ عام 2016 ترسل الجمهورية الإسلامية الموريتانية ، قوات إلى جمهورية أفريقيا الوسطى ضمن التزاماتها الدولية والإقليمية في حفظ السلام والاستقرار، في إطار المشاركة الأممية في قوات المينوسكا وهي بعثة حفظ السلام الأممية في جمهورية وسط أفريقيا.
لم تكن المهمة مفروشة بالورود، بقدر ما كانت نبيلة وذات ابعاد إنسانية، وهو ما جعل قيادة الأركان العامة للجيوش تؤكد على مواصلة تلك المهمة رغم استهداف دوريات من القبعات الزرق الموريتانية خلفت شهيدين وعدد من الجرحى خلال السنة الحالية 2018.

وقد وصلت الكتيبة العسكرية التي تضم 151 عسكري موريتاني، وهي الثالثة من نوعها ضمن البعثة الأممية في منطقتي أوكا وكتو كوتو، بعد أن انهت الكتيبة الثانية مهمتها المقررة في مارس 2018 ، وتولت الكتيبة مهمة مواصلة العمل على توطيد السلام في الجزء الأوسط الشرقي من جمهورية أفريقيا الوسطى.
ومع وصول الكتيبة بدأت تحركات مكثفة للمليشيات الإجرامية وخاصة انتي بلاكا التي تستهدف أحياء المسلمين في بامباري بشكل عنيف، وتعمل على ترهيب المدنيين الآمنين وقتلهم والتنكيل بهم.

سيدة تستنجد بالقوات الأممية AFP

وكانت الكتيبة الموريتانية في مرمى هذه المليشيات التي تعتمد حرب عصابات غادرة، وكبدتها القوات الاممية الموريتانية خسائر فادحة في الأرواح والمعدات، وتمكنت من الحد من قدرتها على المهاجمة، وساعدت الجهود في تأمين المسلمين خاصة خلال تأدية مناسكهم الدينية في المساجد، وبالمقابل كانت القوات الموريتانية الأقل من حيث الخسائر البشرية من بين القوات المشاركة من مختلف الدول والتي من بينها بعض دول الجوار كالمملكة المغربية والسنغال.

مصلون تحت حماية الأمن في بانغي AFP

و كانت الكتيبة الموريتانية الثانية حاضرة في بامباري منذ يناير 2017 ، ومن ضمنها مهمة ضمان أمن الممتلكات والناس والمساهمة في استعادة سلطة الدولة في مجالات التدخل. لكن بالنسبة للجنرال تراوري ، لم يكن عمل قوات حفظ السلام الموريتانية عسكريًا فحسب ، بل ذهب إلى ما وراء هذه المهام التقليدية: “استشارات طبية مجانية لصالح السكان ، ومساعدات مدرسية مقدمة للطلاب من الطبقات الاكثر حرمانا ، إضافة إلى المعدات الرياضية الممنوحة لدوري كرة القدم الإقليمي هي كلها أعمال مدنية – عسكرية (CIMIC) تبرهن على التزام القوات الموريتانية وتضامنها مع السكان المحليين”.
ودعا الجنود المورتيانيين أن يظهروا بفخر ميدالية الأمم المتحدة التي حصلوا عليها ثمنا لعرقهم ودمائهم والعديد من الصعوبات كرمز للتفوق الذي اظهروه.
وقد وصلت الكتيبة الموريتانية الثالثة ضمن البعثة العسكرية الموريتانية في بامباري بجمهورية وسط افريقيا منذ مارس 2018 وسط احتفال وتكريم لقوات حفظ السلام البالغ عددها 750 جندي .
وقد مُنحوا وسام الأمم المتحدة للسلام لمساهمتهم في عودة السلام في جمهورية أفريقيا الوسطى ، ولا سيما في ولاية أواكا والحي الإسلامي حيث تم نشرهم منذ يناير 2017.
الجنرال صديقي تراوري نائب قائد بعثة الأمم المتحدة المينوسكا، أشاد بمهنية القوات الموريتانية، وحرفيتها العالية التي اكد عليها المسؤول العسكري الأممي بكل تقدير، فضلاً عن العديد من السلطات الإدارية والشخصيات التقليدية والدينية المحلية اللذين حضروا للتعبير عن امتنانهم لقوات حفظ السلام والجيش الموريتاني..
رحب قائد الكتيبة الموريتانية ، العقيد الشيخ ولد السالك بالثقة التي تراكمت تدريجياً بين الوحدات والسكان، جميع السكان المحليين . وقال العقيد سالك: “إن التعاون الجيد مع السكان ، والأمن الداخلي (ISF) قد سهل إلى حد كبير العمل الأمني ​​الذي قام به جنود حفظ السلام الموريتانيون”
واكد الجنرال صديقي تراوري على الاحترافية والالتزام اللذين اظهرتهما القوات الموريتانية في تنفيذ مهمتها في منطقتي أوكا و كوتو السفلى (بريا)، وقال “لقد لعبت دوراً حاسماً في مواجهة تقدم ائتلاف الجماعات المسلحة FPRC-MPC ميليشيات في يناير 2017، وتصرفت القوات الموريتانية بشكل فوري، لم يتم الحفاظ على الأمن فقط والحد من زعزعة الاستقرار في بامباري، بل أكثر لقد أصبحت اليوم مدينة بدون جماعات مسلحة حيث يسود السلام والمزيد من الأمن .
وحيا نائب قائد قوة البعثة الأممية شجاعة الجنود الموريتانين الجرحى خلال ممارسة مهمتهم في خدمة السلام في جمهورية أفريقيا الوسطى.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى