يقول الزعيم العمالي التونسي فرحات حشاد بأن استشعار أهمية الممارسة النقابية وجدواها في المحافظة على حقوق الجميع، صفات تدفع بعامة النقابيين والعمال للاقتداء بقادة الحراك العمالي….صفات يتمثلها النقيب أحمد ولد محمد ولد آبيلي، الذي يصفه الشغيلة بالعملاق، والجبل الذي لا تحركه القواصف، ولا تخيفه التهديدات، يرقص في الساحة في يوم توقيفه عن العمل، و يسير وسط الحشود الهادرة، التي ترسم لوحة عفوية خلابة للحمة الوطنية بموريتانيا، صعب على السياسيين تجسيدها رغم كل خطاباتهم ومهرجاناتهم.
المندوب العملاق يقول بأن سياسة العصا والجزرة -التي تتبعها شركة اسنيم- لن تنفع مع العمال، لأنهم يبحثون عن حقهم، ولا ينتظرون منة من أحد.
ولد أحمد ولد آبيلي في مدينة أطار في العام 1963 ، وصلت أسرته إلى مدينة ازويرات بعد ولادته مباشرة، وقد التحق بمركز تكوين تابع للشركة الوطنية للصناعة والمناجم سنيم في مدينة نواذيبو وبعد تخرجه تم اكتتابه بشركة اسنيم في العام 1984.
يقول ولد آبيلي بأنه لم ينتمى سابقا لأي حزب سياسي معارض، وقد التحق بصفوف حزب التجمع من أجل الديمقراطية ، أما على مستوى العمل النقابي فبدءه بعد إقرار قانون التعدد النقابي حيث انضم للكنفدرالية الحرة لعمال موريتانيا في العام 1995، وتم انتخابه مندوبا عماليا بالشركة، و أعيد انتخابه ثلاثة مرات متواصلة بإجماع معتبر.
اكتسب ولد آبيلي شعبية عارمة بين الطبقة العاملة وكل مكونات المجتمع، و بدأ الجميع ينظر إليه كمناضل شرس من اجل حقوق العمال.
و زادت وتيرة النشاط العمالي بشكل تصاعدي مع بداية السنة الحالية، ليبرز النقيب العملاق كمدافع شرس عن حقوق الشغيلة، الأمر الذي دفع إدارة الشركة التي يعمل بها لاتهامه بأنه يبحث عن الزعامة، إلا أن الرجل ينفي سعيه للمجد الشخصي، ويقول في أحد المهرجانات بشكل واضح ومختصر:” أنا لا أبحث عن منافسة أحد في السياسة، لكنني أبحث عن حقوق الشغيلة”، مما جعل العمال يحومون حوله. وسيطرة هذه الشعبية على نفوسهم.
يقول ولد ابيلي بأن إدارة الشركة لا زالت تنتهج سياسة التعنت وغض التطرف حيال مطالب العمال المضربين، ما تسبب في خسارة معتبرة في الآليات، رغم إصرار الشركة على أنها حققت 98% من خطتها الانتاجية وهي أرقام يصفها المندوب العمالي أحمد ولد آبيلي بالحشو الذي لا يستند لمعطيات واقعية على الأرض، بالنظر لإضراب 3686 عامل، واعتماد الشركة على عدد قليل من العمال الغير مدربين.
الاقتناع، والقيادة الجماعية، بعيدا عن الاندفاع والأنانية، وموضوعية الاختيار، بعيداً عن العاطفة والمصالح الفردية، والصمود في وجه الظروف الطارئة، صفات ميزة الحرك العمالي بالزويرات حسب ما يقول منظموه، ولا يزال العمال يصعدون من وتيرة مهرجاناتهم، وخطاباتهم التي بدأت ترفع الستارة عن كثير من الخبايا والاسرار داخل شركة سنيم.
زر الذهاب إلى الأعلى