كتابنا

من المبكي ضحكا / محمد أفو

أسمع كثيرا عبارة ” مشكلتنا ” وهي عبارة استهلالية تريح محللي الأزمة ( أبناءها ) .
مشكلتنا في فقهائنا
في مثقفينا
ساستنا
مواردنا
…الخ
يخيل إلينا للوهلة الأولى أن الواقع حالة تلبستنا ظلما ونحن معاشر الأبرياء المغلوبين على أمرنا .
لذلك نلعنه دون أن نحس بالحرج اتجاه أنفسنا .

إليكم الحقيقة
إن ما نلعنه هو أنفسنا ، لذلك وبدل أن يحس أحدنا بنشوة الانتصار للحق والكرامة – وهو يصارع المعاني على لوحة المفاتيح – عليه أن يحس بعمق العار الذي يلحقه بنفسه .
فالمثقف والسياسي ورجل الدين ونحن ( اللعانون والشتامون ) ولدنا من رحم واحد .
هو رحم الأزمة ، لذلك نحمل من خصائصها ما يحمله الأبناء من والديهم .
مجتمع فاسد ذلك أنجبنا ، ونحن فيما بعد حددنا انماط وطرائق وأساليب فسادنا .
تخصص مفسد في الدين وعلومه
وتخصص مفسد في السياسة
وآخر في التجارة والكسب
وثالث في الفكر والثقافة
ورابع في الاعلام …. الخ
كل هؤلاء أخوة أشقاء يجمعهم بنا ذات النسب ، ولا فرق بيننا وبينهم غير مستويات الطموح والحذق ، أو مهارات وخبرات الحياة .
هؤلاء إخوة أشقاء للفراش الذي يقبض ثمن توقيع الوزير او المدير .
إخوة أشقاء للمعلم الذي ينفق وقت الدولة بين اروقة المدارس الخاصة .
وذلك الاكاديمي الذي يغيب عن جامعة عامة ليهتم بطلبته في أخرى خاصة .

شقيقنا المسكين المطحون الذي يدخل يده في جيبه ويخرجها سوداء مخضبة بدفع رشوة لهذا أو ذاك .

نحن يا سادتي أبناء رحم واحد ، ولدنا ونحن نخدم الأزمة ونصنعها كل بطريقته .

بقي أن نتساءل ما الحل ؟

أعتقد اننا نمتلك بعض الإجابات ونحتاج للتواصل فقط .

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى