رؤيا بوست: “رتوتش” مشروع لتوصيل الهدايا الرمزية، تعزز أواصر المحبة وتدخل السرور للقلوب وتزيد من مشاعر الألفة والمودة، تقول إحدى مؤسسات المشروع:”..الفكرة جاءت من خلال تجربة شخصية حيث احب أن أقوم بإهداء أصدقائي تعبيرا عن التقدير، لكن ليست لدي القدرة المادية لإدخال الفرح على قلوبهم من خلال تقديم هدية مرتفعة الثمن، خاصة لأولئك اللذين ساندونا في مبادراتنا الاجتماعية في جمعية أسعد تسعد وغيرها، وفي ذات الوقت لا توجد هدية اكثر تعبيرا من باقة الورد، فكرت مليا فلم اجد ان الزهور متوفرة هنا، والموجود منها غالي الثمن، ومحدود النوع، فقررت أن استخدم الشوكولاته، لذلك توصلت لفكرة “رتوش” التي اعتبر بأنها مشروع كبير بدأ بخطوة افتراضية.
هكذا تحدثت وردة محمد محمود الناشطة الاجتماعية التي أسست مشروعا مبتكرا لتقديم الهدايا والتي تسعى لإضافة لمسة شاعرية للجمال ونظرة مبتكرة لوسائل التعبير والإحساس في مجتمعنا الموريتاني.
تقول وردة بأن لديهن افكارا كثيرة للديكور والتصاميم كطباعة اسماء العرسان على لوحة ترقيم السيارات، وتزيينها، وطباعة الأسماء على الأكواب وغيرها من الافكار.
وتضيف في لقاء مع رؤيا بوست:”..كانت مفاجئة بالنسبة لي في عيد الحب عندما قدمت عرضا لتقديم الهدايا على الفيس بوك، حيث وصلتني طلبات عديدة من الازواج، رغم رتابة وروتين الحياة الزوجية شكل الامر دافعا للإبداع وكان من طالبي خدمة توصيل الهدايا زوج اتصل بي وطلب توصيل هدية لزوجته بنواذيبو، وعندما اتصلنا بزوجته واخبرناها أن شخصا أرسل لها هدية فسألت عن الشخص المهدي لكننا لم نفصح عنها لأنها مفاجأة وكذلك زوج موجود بالإمارات اتصل بنا وطلب تقديم هدية لزوجته الموجودة بموريتانيا والتي كانت تجري امتحانا دراسيا ويريد تشجعيها، وقد تفاجئت عندما وصلتها الهدية، ونحن كذلك سررنا لأننا ساهمنا في إسعاد إنسان.
وتتابع ….:”..وكذلك اتذكر فتاة احبت أن تهدي اختها، وكانت “رتوش” وسيطا في تقديم الهدية، وهي عبارة عن علبة مزينة من الشوكولاته”.
وعن المشروع تقول وردة:”..نحن اربعة بنات فاطمة، وأنا، وراضية، ورحمة..نصور مناسبات اجتماعية، ونقوم بتزيين الصور وعمل الانفوجرافيك الرومانسي، نعمل بنظام النسب، تقوم صديقاتي باختيار الطباعة على الأكواب، وانا أقوم بعمل الباقات، وسلات “بونتي” لدى اخريات، ونتقاسم الارباح مع ترك ربع المبلغ لتطوير المشروع الذي لا يعتمد على رأس مال سوى الافكار المبتكرة”.
وتختم وردة بأنهن يفكرن في القيام بنقلة نوعية في بطاقات الدعوة، من خلال تصميم اشكال فخمة لبطاقات الدعوة التي توجه للدبلوماسيين وللشخصيات السامية في الدولة.
المناخ الصحراوي، والبيئة الجافة،وحرارة الطقس، لا تعني بأية حال تصحر المشاعر، وقساوة الطبع، والجفاء والغلظة، فطبيعة اهل الصحراء ليست قاحلة أومجدبة من الشاعرية والرومانسية والحب، بل على العكس تماما، فسيدي محمد بن الشيخ سيديا، وولد أحمد يوره، وولد محمدي، وحرمة عبد الجليل، ومعاوية بن اشدو نشأوا في بيئة صحراوية لكن مشاعرهم واحاسيسهم كانت فياضة بالحب والرقة كما هو حال امريء القيس ومجنون ليلى وكثير عزة، والاعشى، وعمر بن أبي ربيعة، مع مسحة عريضة من العفة ميزت قصائد الشناقطة، اللذين تفتقت شاعريتهم ورومانسيتهم في الصحراء حيث تجد بين الكثبان الذهبية نبتة تنتظر سُقيا السماء، أو حتى قطرات من الندى في ليلة مقمرة تمكنها من الصمود تحت اشعة الشمس الملتهبة، كذلك هي المرأة التي تزيد نضارتها ويشع وجهها ويقفز قلبها فرحا كلما تلقت هدية من عزيز .