كتابنا

العلامة إبن بيه والفتوى الماردينية/ شيخنا ون

جاء في مقدمة كتاب التأويل بأن الرحمة الإلهية أبت أن تترك الأمة الاسلامية تتخبط  في بحر لجي لا يدري خائضه فيم  ابحر ولا أين سيرسو !. لا يحظي بصيد، ولا ماء غدق يغني نفسه عن حب الدنيا وزيفها، يضيع في علوم الكلام والتفاسير ذات الاوجه المختلفة المتناقضة… والاعتزاز بزخرف القول  غرورا دون حقائق معانيها.

مليئ بالخيالات والاوهام …تجده في امسيات عمره يري قلبه فارغا من اي معني للإسلام  عاجزا عن متع الدنيا وشهواتها بسبب الهرم والشيخوخة والفتور…فيقع صريع نزوات نفسه وسقوطها المرير، فالقنوط واليأس من الدارين ~العياذ بالله~. فإما ان يفسق، فيرتع بين الجفاء والعمي والغفلة والعتو وهو مذموم وضعيف البنية لاقتناص الملذات ، وبالحقائق المفيدة جاهل ،عندها يجفو فيحتقر الحق وأهله ويمقت سماع كلام الله الشافي والم نير للقلوب والصالح لكل مكان وزمان )فيه خبر ما قبلكم ونبا ما بعدكم  وحكم ما بينكم(وينسي الذكر ويتبع الظن)  ،ويقول الله جل من قائل (إن يتبعون إلا الظن وإن الظن لا يغني من الله شيئا) /ص:116\ وقد يعيش كالانعام بل أضل سبيلا تاركا ما خول الله له وراء ظهره  ويحسب غيه رشدا ولما ظهر وباء القرن لواحد والعشرين وطاعون المستقبل في وقت بدا فية آل الماسونية الغربية تشن حروبا غير معلنة علي الشعوب المسلمة في كل مكان ، والمسلمون غافلون عن كبح جماح  الطاعون المتسلل عبر الحدود المفتوحة ، وعبر الهواء  والفضائيات التي ارجو من الله ان ينتشلها او ان ينقذنا منهاعلي اسهل الكلمتين بلغة الصحفية منتانة لان هذه الفضائيات لا تدعو الا الي الانحلال الاخلاقي،وكذلك الاعلام الذي تواني اصحابها عما اقسموابالله عليه بالامس القريب قبل ان تلزمهم كفارة ايمانهم في الوقت الحاضر ضف الي ذلك الصحيفة والخبر والانباء المزيفة  وكل وسائل غسيل المخ.

فالكلمة هي الجاسوس الخفي الذي يغتال القلب ويلوث الضمير بكل الوان الفساد Kولم تكن هذه الحرب الا ارصاد الغرب لمن امتنع ان يتناول كؤوس الماسونية المبيتة تحت شعار السياحة والعولمة .

وبذكر السياحة فانني فخور بان موريتانيا صامدة في وجه السياحة الجنسية  حسب ماقاله رئيس الجمهورية  في مؤتمره الصحفي الاخير وهذا كان اجود شيئ قاله ضمنيا اما حياء او انه تمسك بالمثل  الحساني (العاقل بو قمزه)ولقد من الله علي موريتانيا بأن كان منها علماء أجلاء  فمنهم من قضي نحبه امثال العلامة  محمد سالم ولد عدود والعالم عبد العزيز سي ومنهم من ينتظر من امثال العلامة حمدا ولد التاه ، و محمد ولد سيد يحي،والعلامة عبد الله ولد بيه الذي حضر قمة ماردين عالي الهمة رافعا راية موريتانيا جنبا الي جنب مع أعلام الدول الاسلامية من المشرق إلى المغرب ،بعد ان اقيمت تفجيرات في السعودية واليمن وبكستان واندنوسيا وحدث دمار في فرنسا وبلجيكا  واسبانيا وقتل اطفال ليبيا والعراق وتونس ومصر واختطفت فتيات نيجيريا وجمهورية مالي و  سوريا ، لا لذنب اقترفوه، وشردت مسلمات ، فأم ثكلي تبكي ولدها وأخ يقف على قبر اخيه ، و رضيع يتضور جوعا، متسول من سوريا يحمل طفلته  بين ذراعيه لا يبالي بدهس السيارات في انوكشوط من اجل ان يحصل على لقمة عيش او دواء لزوجته التي بقيت مقيدة عن التسول بفعل مرض عضال او بفعل طول الرحلة من دمشق الي انواكشوط.

 فهل لمثل هذا يدعوا اليه من يحملون اعلام الحرية والمساواة؟ ولأولئك الذين يحاولون زعزعة وئام موريتانيا احذروا ان تكونوا من الخوارج  فإنهم كلاب النار.

و بذكر الخوارج  فان الشيخ عبدالله بن بيه /والفتوي الماردينية لابن تيمية -كان حقا لمن نظر فيه ولم يتعصب على موقفه- بأن يتوب الي الله ويعود ‘الى رشده، فالعلامة عبد الله ولد بيه لما حضر ماردين  التي ولد فيها شيخ الاسلام بن تيمية الذي لم يخرج من ماردين الا باجتياح التتار من حدود الصين إلى العراق ،حيث القتل والبشاعة  والتنكيل .

ولقد سئل شيخ الاسلام عن الحكم في الدار المركبة أي الديار التي اختلط فيها الاسلام بالكفر فأجاب بأن المسلم يعامل بما يستحق ،والكافر يعامل بما يستحق (ولكن عندما تم نقل الكتب فان المحررين نقلوا هذه الفتوي خطأ بأن كتبوا ويقاتل الكافر بما يستحق وهنا كانت الكارثة والطامة الكبري التي اخذت التيارات الاسلامية تظهر  وسفكت اودية من الدماء وخلفت اكواما من الجثث وامهات ثكلي في مالي ونيجيريا ، والسؤال الوحيد الذي حير دول العالم وحتى الاسلامي منها هو هذه الانفس بأي ذنب قتلت ؟

فلما بدأ بعض المعاصرين حيث ضاق بالعالم ذرعا سفك الدماء بفعل التكفير ، قاموا بفحص هذا الداء العضال المناقض لتعليم الدين الاسلامي السمح ، فوجدوا ان ابن المفلح وهو من كبار علماء الحنابلة وهو محرر ومتقن في نقل مذهب الحنابلة  ويحكي عبارات شيخ الإسلام إبن تيمية ونقل الفتوي فوجئ الباحثون بكتابة بن المفلح )في الديار المركبة فإن المسلم يعامل فيها بما يستحق ، ويعامل فيها الكافر بما يستحق ( بينما كتب كل من فرج الله الكردي طبعة 1327هجرية جاءت كلمة يقاتل  وكذلك الطبعة المعتمد الموجودة في مجلد 28 التي جمعها عبد الرحمان القاسم ، يوجد فيها بكلمة يقاتل بدلا من يعامل ،ولكن رشيد رضا في المنار نقلها يعامل الكافر بما يستحق.اذا كيف يمكن ان نجمع ما نقله هؤلاء العلماء وأين  يوجد الخطأ، فهنا اشار الشيخ عبد الله ولد بية بأن يُحضر كتاب الفتوي لابن تيمية )الكتاب الاصيل بخط ابن تيمية رحمه الله( فعكف علي ذلك خبراء ومتخصصون في التراث الاسلامي ، فوجدوا  الكتاب في المكتبة الظاهرية بدمشق ،فإذا هي شديدة الوضوح والمعالم وبخط شيخ الاسلام بن تيمية نفسه ومكتوب) في الدار المركبة ،فإن المسلم يعامل بما يستحق، والكافر يعامل بما يستحق)وبهذا الدواء الشافي فإن الشيخ و العلامة عبد الله بن بيه قد هم بفكره النير في ان يضع حدا لأنهر الدماء في العالم، ووضع مرة اخري بصمة شنقيطية شامخة في مصاف العالم الاسلامي وهو لا يريد من ذلك جزاءا ولا شكورا، وإنما ساعد بأمانته العلمية خوفا من يوم عبوس قمطرير ونرجو الله ان يقينا واياه – وسائر علمائنا وامهاتنا وآبائنا وسائر المسلمين في مشارق الارض ومغاربها- شر ذلك اليوم، وأن يلقينا نضرة وسرورا.

وبهذه الذكري الحميدة فإن جائزة نوبل للسلام كانت موريتانية باستحقاق ، فلولا كلمة سبقت ممن على جبلة فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزير والذين ينادون من وراء الحجرات بان تكون جائزة السلام لعزيزنا ،او اولئك الذين يهتفون بأن تكتب اسماء شيوخنا بالذهب، وليأتو بماء ذهبهم ، لنكتب إسم عالمنا عبد الله ولد بيه من مائهم الذهبي خالصة ،بما اوقف من سفك الدماء حول العالم، وسنكون منصفين فيما قام به الرئيس فيما يتعلق بقضية غامبيا حيث اصلح ذات البين ونكتب اسمه بماء ذهبي لا تقل قيمته عن قيمة ما رصده لإجراء الاستفتاء.

وعلى كل، فآل الماسونية الغربية الموزعة لجائزة نوبل للسلام، لن يقبلوا بذلك ، ولكن الشناقطة بدءا بعلمائنا مرورا برئيس الجمهورية وحتي جعفر القوم ليس من طبعه ان يعمل الخير وينتظر المقابل .

فلتبق موريتانيا شعلة شامخة منيرة للعام الاسلامي وقدوة للإنسانية حيثما وجدت، وليقدم زبانية اغلبيتنا ومعارضينا حبرا وطنيا نكتب به وئامنا وبشعار موريتانيا  شعب لا يتجزأ.

 

شيخنا وان

زر الذهاب إلى الأعلى