فيستويت

التفحيط على طريقة مترفي الخليج العربي

التفحيط على طريقة مترفي الخليج العربي،ليس بغريب على “الجزيرة للغاز” وهي التي فحطت العقل العربي طوال عشرين سنة، كانت خلالها أكبر نكبة أصيبت بها الأمة عبر تاريخها .
الأمة التي أفاقت مطلع القرن الماضي على حوافر خيل لورانس العرب وعلى السيدين سايكس وبيكو يمزقان اوصالها، ثم جائت النكبة والنكسة وكامب ديفد، ثم عاصفة الصحراء و اوسلو، غير أن الأسوأ كان ينتظرها مع “الجزيرة للغاز” التي أخترقت عقول أبنائها وحولتهم لثيران يتصارعون تحت شعار الراي والراي الآخر داخل فضاء مشيخة تخنق شاعرا بسبب قصيدة.

خلال سنيها العشرين مثلت “الجزيرة للغاز” اشرس محتل عرفه التاريخ يدخل البيوت ويستبيح الحرمات ويتجول بين أحاديث الصباح والمساء متناولا كؤوس الشاي دون أن يفكر احد في مقاومته او في رفع السلاح في وجهه، ونجحت في التمثيل وخداع الجميع.

لا ننسى أن “الجزيرة للغاز” هي التي قادت معركة صمود بغداد 2003 ليتبين لاحقا دورها القذر في سقوط بغداد، حيث روجت لإختفاء صدام حسين ثم عرضت سقوط التمثال في ساحة الفردوس، ليتبين لاحقا أن لحظة عرضها للصور كانت القوات الأمريكية على أطراف البصرة، إنها الحرب النفسية التي قهرت الجيش العراقي وهزمت الأهالي وكسرت روح الصمود .
“الجزيرة للغاز” هي التي كانت تنقل لحظة بلحظة صور الدمار والقصف المكثف في حرب تموز 2006 وبسذاجتنا أعتقدنا أن الأمر لتأليب العالم ضد إسرائيل، وهو في حقيقته تدمير لمعنويات المقاومين ونسف لكل القدرة اللبنانية على الوقوف مجددا .
“الجزيرة للغاز” هي التي أدخلت افيخاي ادرعي، لغرف نومنا وحولته لفرد من العائلة يتحدث عن قتلانا ودمار مدننا وكأنه يتكلم عن قصص الحب العذري وخيام العرب في بادية السماوة.
“الجزيرة للغاز” هي التي جعلت من جاسوس إسرائلي برتبة عضو كنيست قائدا للثوار ومنظرا لزمن عربي جديد يختلف عن زمن النكبة والنكسة .
“الجزيرة للغاز” هي التي نقلت مسرحيات التركي اردوغان وقدمته على أنه صلاح دين جديد، بربطة عنق سيفتح القدس ويحرر الأقصى فإذا به يسرق ليبيا ويدمر حلب.
وإمعانا في استغبائنا وخداعنا تمثل علينا الجزيرة للغاز أن الرئيس الأمريكي بوش تحادث مع رئيس الحكومة البريطاني توني بلير من أجل توجيه ضربة جوية للجزيرة التي تدعم صمود العراقيين وتوجه المقاومة العراقية واللبنانية، وهل تحتاج الجزيرة للغاز لأكثر من عريف من قاعدة العديد الأمريكية لإغلاقها وإغلاق قطر .
كانت الجزيرة بحق رائدة في التفحيط ورائدة في خدمة أجندة مموليها ورعاتها، وكنا بحق سذجا وبسطاء وعاطفيين كعادة العرب، ولم ننتبه لعشرات الإشارات والرسائل من القافزين من مركبها والنائين بأنفسهم من طاقمها عن المشاركة في مشروعها وأجندتها، لكن الزمن دوار والتفحيط غير مأمون العواقب، وأن تخدعني مرة عار عليك لكن ان تخدعني مرتين عار علي.

محمد المختار احمدناه

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى