رؤيا بوست: يتساءل الشارع الموريتاني اليوم اكثر من أي وقت مضى عن مآلات ما بعد استفتاء الخامس من اغسطس المثير للجدل، وتتعلق الأسئلة التي تشغل اذهان الموريتانيين عن أسباب إصرار الرئيس محمد ولد عبد العزيز على إلغاء غرفة مجلس الشيوخ التي يصفها البعض بالعقبة الوحيدة في وجه تغول السلطة التنفيذية، وعن اسباب تغيير العلم الذي يرمز لنشأة الدولة الموريتانية، وهل ستكون هذه التعديلات مجرد تجربة لما هو اكبر؟.
إلا أن السؤوال الأكبر هو ماذا بعد نجاح الاستفتاء؟ حيث يرى كثيرون أن الأسابيع القادمة قد تحمل تعديلا حكوميا غير متوقعا، وعلى مستوى حزب الاتحاد من أجل الجمهورية الحاكم، حيث تروح شائعات بتولي وزير المياه والصرف الصحي محمد عبد الله ولد أوداعه منصب الوزير الأول في كسير للتقليد المتعارف عليه بتولي المنصب شخصية من ولاية الحوض الشرقي، وهو امر مستبعد رغم تداوله على نطاق واسع باعتبار ولد اوداعه “إبن الرئيس المدلل” رغم الملفات التي تلاحقه حسب ما اثارت وسائط إعلامية حول اتهمامات بالاختلاس أيام كان إداريا بشركة اسنيم.
من جانب آخر ينتظر أن يحظى كل مسؤول بثقة الرئيس حسب ما بذل من جهد، وما سجلت المكاتب المحسوبة عليه انتخابيا من نتائج خلال الاستتفتاء، حيث يمثل الامر اختبارا لمدى قدرته على حشد الناخبين خلال الاستحقاقات الانتخابية المنتظرة خلال السنتين المقبلتين
، وهو ما قد يحمل تشكيلة حكومية جديدة للنور.
وقد سعىى الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز للتخيف ومن وتيرة غضب معارضيه بعد إعلان نتيجة الاستفتاء على التعديلات الدستورية التي تصفها المعارضة بغير الشرعية.
حيث وصفها المنتدى الوطني للديمقراطية والوحدة المقاطع للاستفتاء، بالعملية الهزيلة واتهم لجنة الانتخابات بـ”التلاعب بأصوات الناخبين وتزوير إرادة الشعب ومصادرتها”.
الرئيس ولد عبد العزيز، صرح بأن المعارضة في حد ذاتها حالة صحية ومن سمات النظام الديمقراطي، لكن المعارضة الغريبة هي التي ترفض كل شيء وتمتنع عن كل شيء وتتمنى الأسوأ للشعب الموريتاني وفق تعبيره، في تراجع عن تصريحاته التي قال فيها بأن المعارضة وهمية وافتراضية.
وأردف أن موريتانيا شهدت تطورا كبيرا على مختلف الصعد الاقتصادية والاجتماعية والأمنية، وأن من واجب الموريتانيين جميعا المحافظة على هذه المكاسب وتعزيزها، والامتناع عن كل ما من شأنه أن يجر البلد إلى مآلات كارثية كالتي شهدتها دول أخرى.
وقال: “مهما بذلنا من جهد فستبقى هناك نواقص، وستبقى بعد الذين سيخلفوننا نواقص كذلك لأن هذه هي سنة الحياة، فالحاجيات تتطور مع الزمن وسنغادر السلطة من دون أن نتمكن من إكمالها، والرئيس الذي سيأتي من بعدي لن يتمكن هو الآخر من إكمالها”..
وانتقد الرئيس الموريتاني بشدة مواقف المعارضة الرافضة للاعتراف بأن شيئاً قد تحقق في موريتانيا، مشيراً إلى «أن هذه المعارضة تريد عدم الاستقرار لموريتانيا، وأن يحدث في موريتانيا ما حدث في بلدان أخرى في إِشارة إلى الربيع العربي”.
وتابع بأنه يريد من الموريتانيين، موالاة ومعارضة، أن يحافظوا على أمن واستقرار موريتانيا، وأن يفهموا أنها دولتهم جميعاً”.
زر الذهاب إلى الأعلى