– راجعت إحدى الإدارات , فظننت أني في متحف للشمع , لا حياة لمن تُنادي .
– ابتسم , حين ترى صور القائد الرمز المؤسس , يجوبُ أنحاء الوطن يُداوي جراح البؤس , بتلويحة من يده الكريمة .
– ابتسمْ , حين يبتسمُ لك الحظ , فيرتفعُ راتبك بمقدار 100 أوقية , ذات نفحة كريمة , من أندى العالمين بُطون راحِ .
– ابتسمْ , حينَ يُوقفك شرطي مُخلص لوطنه , على قارعة الطريق, ثم يتفاجأُ بأن أوراق سيارتك كاملة , و لم ترتكب أي مخالفة , ثم يُصر على تحرير مخالفة (التوقف على قارعة الطريق) و حين تحتج عليه بأنه هو الذي أوقفك , تجده قد صار في مقعد سيارتك و تُصبحُ بقدرة قادر سائقا عنده يقودك كالصيد الثمين لمحشر سيده .
– ابتسمْ , حين يُصبح الوزراء , حجابا عند الباب العالي , ثم تُصبح الوزارات مجالسا عليا , تُفكر في الأمور الدنيا , حينها ابتسم فلا يزالُ في العمر بقية , لمزيد من الدهشة .
– ابتسمْ , حين ترى على شاشة التلفزة ,المليارات تُبذر و تُسرقُ و تُنهبُ , و أنت تحتسي كأس شاي مر تكلفا و تزلفا لصاحب الدكان , عساهُ يفكُ الحصار عن كراسة الدين , ليُسجل عليك آخر مائة أوقية جادتْ بها مروئته , تكفيك عناء السير على قدميك .
– ابتسمْ , حين يُطل عليك من التلفزة سياسي جميلُ المُحيا و ببهاء و براءة الأطفال , يُخبرك بأن الدنيا بخير , و أن كل ما في نفسك من ضياع و فاقة و يأس و قلة حيلة , هي مجرد أوهام , ثم يسترسل و يسترسل , بلا غضاضة , ليثبت أنه و عندنا فقط , الطبيب النفسي و السياسي , كائنان لا ينفصلان لا باستنساخ و لا بانقسام .
ابتسم , حين ترى راكب السيارة الفخمة , يُغلق نافذته في وجه مُعدم رث الثياب يطلب صدقة يسيرة , ثُم لا يلبثُ أن يتوقف لحسناء و ينطلقا نحو …..
-ابتسم , حين تزور مستشفى ما , و تكتشف أن البواب أكبر سلطة من الطبيب , و أن الحاكم الآمر الناهي , ممرضة لا يتعلقُ بها قلب و لا تشتهيها عين , لكنها شجرة الدر في مملكتها أو بلقيس على عرشها .
– ابتسم , فالحبلُ على الغارب , ابتسم , لأنك لو لم تكن موريتانيا , لفااتك الكثير من المُضحكات المُبكيات .
زر الذهاب إلى الأعلى