المستعرضمقابلات

ولد مولاي ادريس: صورة صنم الإنتخابات تكسرت رغم الكتلة الصلبة حول غزواني

رؤيا بوست: حوار بألوان السياسة مع رسام الكاريكاتير الفنان خالد مولاي ادريس، لم نتحدث خلاله عن كيفية تعرية المستور في عادات المجتمع السيئة أو المتخلفة، أوعلاقة فن الكاريكاتير بالواقع، وإنما كان حوارا عن ملف ترشحه للاستحقاقات الرئاسية وتحضيرات هذا الملف.

كما كشف عن ضغوط يتعرض لها  المشروع، تتمثل في الكتلة الصلبة من الأغلبية حول مرشحها محمد ولد الغزواني، وتذبذب موقف المعارضة حتى الساعة.

نص المقابلة:

بداية إلى أين وصلت تحضيراتكم لإعلان الترشح للرئاسة رسميا؟

التحضيرات متقدمة وقد تم في هذا الإطار الانتهاء من صياغة برنامج انتخابي متكامل، هذا البرنامج لديه رؤية مغايرة عن الرؤية التقليدية للبرامج الانتخابية التي دأبت الأحزاب السياسية على كتابتها وتقديمها للناخب الموريتاني.

وقد تم تشكيل لجان شبابية من الداخل والخارج، تسعى لبناء منهجية جديدة دعائية وإعلامية للتعبئة حول ضرورة التمسك بخيار هذه المجموعة في الترشح لاستحقاقات 2019.

أما على المستوى الإداري فنحن نقوم بجمع التواقيع من طرف المستشارين البلديين والعمد، وفي تقدم في هذه الخطوة.

هناك ضغوطات من بعض التشكيلات السياسية المختلفة بهدف إجهاض هذه الحلم والانخراط في حراكهم السياسي الرامي إلى دعم مرشحيهم، لكن هذا لن يتأتى لأن هذه المجموعة الشبابية تصر وتتمسك بحلمها الرامي إلى التغيير البنيوي والجوهري للمارسة السياسية في البلد، وتشكيل نهج جديد يقطع الصلة بانماط الحكم التقليدية الراكدة التي اتسمت بها موريتانيا منذ الاستقلال.

الركيزة الأساسية التي سعت هذه المجموعة الشبابية هي أولا جهود الشباب في الإطار التنيظمي والهيكلي، إلى جانب الإطار القانوني الذي تم التحصل عليه من خلال مجموعة من الأحزاب الداعمة الغير محسوبة على الموالاة أو المعارضة.

نتحفظ على ذكرها حاليا، لكننا نبشر المناضلين والمناضلات على انه تم التحصل على الإطار القانوني للترشح لاستحقاقات 2019.

ونشكر مجموعة من ابناء موريتانيا البررة في الخارج الذين يقدمون دعمهم المعنوي والمادي، من اجل انجاح هذه المشروع والحلم الذي طالما كان في حكم المستحيل في اذهان الشباب الموريتاني من الكفاءات والخبرات في كافة المجالات.

حصلت الآن على تعهد بالدعم من تسعة أحزاب سياسية تتموقع في الطرفين المعارض واحزاب غير متموقعة.. وثلاثة منها احزاب جديدة لم تشارك في اي استحقاق.

هل اجريت اتصالات بالأطر التقليدية الناخبين الكبار؟

نحن في مشروع التجديد نرفض الصيغة التقليدية لممارسة السياسية في موريتانيا المبنية على الوجاهة القبلية أو الطائفية أو الشرائحية، ونتوجه مباشرة إلى الضمير والعقل الذي نخاطبه في الناخب الموريتاني لأن هدفنا الاساسي هو بناء وتوعية الناخب حول حقوقه وأهمية تصحيح خياراته السياسية لأنها هي الركيزة الاساسية في بناء الدولة والمجتمع

نحن من ضمن المجموعة الشبابية التي تسعى للتغيير، وبناء منهج سياسي جديد.

هل تواجهون ضغوطا ما بخصوص هذا المسار؟

شخصيا اواجه بعض الضغوط على شكل تحديات وتكمن في تذبذب خيار الأحزاب المعارضة والتشكل الصلب الذي بدأت احزاب الاغلبية تشكله حول مرشحها المزعوم، هذه التشكل يشكل لدينا نحن مشكلة في استقطاب الكوادر السياسية من الاحزاب الراديكالية والأحزاب المنضوية في فسطاط الموالاة والمعارضة على حد السواء.

أما التحدي الآخر والأبرز فهو تحدي الظهور في خارطة سياسية يغلب عليها للأسف البعد العشائري والقبلي والجهوي والشرائحي ويطمس على حرية اختيار الفرد داخل هذه المعمعة مما يشكل تحديا كبيرا لنا وللناخب الموريتاني من اجل ابراز صوته وانتخاب الاجدر.

اما بالنسبة لهذا التكتل الشبابي فهو يتعقد بانه قادر على خلق الفارق وإيجاد تحدي للاطراف كله مجتمعة وهذا ما ستثبته الايام القليلة القادمة عندا إعلان الترشح يوم 22 فبراير.

عبرت في عدة تدوينات ورسوم كاريكاتيرية عن استيائكم البالغ من وضع المعارضة على بعد فترة وجيزة من الانتخابات الرئاسية حيث لم تتمكن لحد الساعة من الإعلان عن مرشحها هل ترى بأن هناك أفقا لإخراج المرشح من المغارة؟

في الحقيقة كنا مستائين ولا نزال من التخبط والاستكانة الذي وصلت إليه المعارضة الموريتانية حيث اتيحت لها فرصة السبق باختيار مرشحها وتسويقه إعلاميا ودعائيا وخلق هالة معينة تسمح له بكسب الارض والجمهور ولم يتم استغلال هذه الظرفية التي كانت فيها الحزب الحاكم واغلبيته يتلمسون مرشحهم محاولين اخراجه من الظلمة إلى النور، والآن وبعد ان اعلنت الموالاة عن مرشحها بدا وكأن المعارضة للأسف لا تمتلك رؤية ولا تمتلك حتى إجماع لإخراج مرشح توافقي قد تكون له الصدارة أو قد لا تكون وهذا ما ازعجنا وتأكد لنا عدم مؤسسية ومنهجية هذه المعارضة ف يالاستعلال والحوار واستغلال الفرص.

البعض يعتبر بأن المعارضة بالوضع الحالي وبعد تأكيد ترشح غزواني ستشارك فقط من اجل المشاركة وليس المنافسة؟

اريد أن اؤكد عليه ان المعارضة ستشارك من اجل المشاركة وليس من اجل المنافسة لانها تشارك في الوقت بدل الضائع وقد كانت لديها فرصة اخذ زمام المبادةر والسبق ولكن بعد تقدم الاغلبية بمرشحها تقدمت عليه هذه الكتل الحزبية شوطا كبيرا في الدعاية وتسيوق المرشح على انه الخليةف المحتمل لمحمد ولد عبد العزيز الذي كان يتملك الزخم وتم تسلم هذا الزخم إلى مرشحه المستقبلي ولد الغزواني.

ظهرت عدة رسوم كاريكاتيرية تنتقد فيها المرشح المعلن وتعتبر بأنه صاحب خلفية عسكرية ما المشكلة في ذلك ما مدام تقاعد من الجيش ولبس البذلة المدنية؟

مع احترامي للجيش وهو احترام مستحق لانه هو حامي الحمى وحماة الديار إلى أن موريتانيا تستحق ان يحكمها مدني خريج من المؤسسة المدنية ولديه عقلي مدنية صرفة، وليس بخلفةي عسكرية.

لأن موريتانيا منذ 1978 وهي محكومة بحمكم عسكري تارة بلبسو مدني وتارة بلبوس عسكري، اليوم وبعد حدوث هذه الطفرة بالأكاديميين وأصحاب الاختصاص فلا يعوز موريتانيا أن يحكمها مدني إداري لديه رؤية اقتصادية  وتمنوية ويدعم للجيش نظمه واسسه الجمهورية والأمنية ويعزله عن السياسية ليهتم بالشأن الأمني للبلد كي لا تتداخل الاختصاصات ونقع في معضلة الحكم ولعسكر والسياسية.

بالوضع الحالي للمعارضة هل ترى بأن مرشح النظام نجح حتى قبل خوض الاستحقاقات نظرا لفشل المعارضة حتى في إبراز؟

اعتقد ان صورة صنم الانتخابات والاستحاقات المسبق تكسرت في موريتانيا نوعا ما، وخصوصا بعد موقعتي عرفات والميناء، فقد اتضح ان الشعب الموريتاني بدأ يعي ويأخذ زمام المبادرة ويكون صاحب الرقم 3 في اتخاذ القرار الأخير.

وهذا الأمر ربما تبين لأحزاب المعارضة والموالاة في الاستحقاق البرلماني الأخير وبالتالي اعتقد بأن النظرة ستتغير وستكون هناك كلمة للشعب ربما تفاجئ الأحزاب السياسية والمشهد ويتغير المشهد السياسي في موريتانيا، وهو ما يدفعني للقول بأنه لا يمكن لأحد ان ينجح قبل إجراء الانتخابات وكسب رهان تطلعات هذه الشعب الذي بدأ تواقا إلى التغيير في الانتخابات الأخيرة وبدا أن لديه خياراته الخاصة في من يتولى شأنه العام.

حاوره: المامي ولد جدو

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى