كانت الصحافة اليمنية تلقب منصور هادي بحرم الرئيس، وذلك لظهوره الدائم إلي جانب عبدالله صالح في المناسبات العامة، دون أن يكون له دور مؤثر في صناعة القرار السياسي اليمنيي.
دار الزمن وأصبح حرم الرئيس رئيساً فعليا للجمهورية اليمنية، وإن كان ذلك قد تم بعد ثورة شعبية، وفي إطار تسوية سياسية تمخضت عن حوار وطني يمني شامل.
لكن العرس لم يدم طويلا ولم تجد مخرجات الحوار طريقها إلي النور، بفعل تحالف صالح السري مع جماعة الحوثي للإطاحة بمنصور هادي والإنقلاب على إرادة الشعب اليمني و دخول البلاد في أتون حروب أهلية لاتزال مستمرة حتى الساعة، مع فتح المجال أمام التدخلات الإقليمية والدولية في الشأن اليمني.
بعد فشل الخطة (ا)، للرئيس الموريتاني والمتمثلة في التمديد، وإعلانه عدم الترشح لمأمورية ثالثة فإنه إنتقل بالفعل الى الخطة (ب)، وفي ظل تداول العديد من الأسماء من داخل النظام كمرشحين مفترضين يقف الرئيس وراء ترشحهم، فإن السناريو الأقرب في نظري هو التالي:
سيسعى النظام الى جر المعارضة بكل أطيافها إلي الإنتخابات البلدية والتشريعية القادمة، وربما تستجيب المعارضة لذلك، بعد حوار ثالث لكن المفاجئة ستكون إعلان الرئيس عن ترشيح حرمه للرئاسيات القادمة فلا مانع قانوني يمنعها من الترشح بل التقاليد الديمقراطية الموريتانية عرفت على مر الزمن ترشح نساء لمنصب الرئيس في أغلب الإستحقاقات الإنتخابية الماضية.
ستقدم مجموعة من المبررات لهذا الأمر من قبيل إشراك المرأة في القرار السياسي بل تمكينها من القرار، وأن الديمقراطيات العريقة في الغرب عرفت ترشح نساء، بل قيادة المرأة لدول كبيرة في الغرب مثل المستشارة الألمانية ميركل والملكة الإبريطانية إيلي زابت وفي حال نجاح هلاري كلنتون في الوصول إلي البيت الأبيض إلي جانب زوجها الرئيس السابق سيكون السناريو أكثر قربا، بفعل إستشهاد الرئيس بالولايات المتحدة في خطابه الأخير حول قضية تغيير العلم وتقارب الوضعيات الإجتماعية.
طبعا ستحاول المعارضة الوقوف في وجه هذا السيناريو لكن( المخزن) كما يسمى في المغرب (والدولة العميقة) كما تسمى في المشرق أو (الصفاقة) كما تسمى محلياً ستحاول بكل ما أوتيت من قوة إنجاح هذا السناريو داخليا وخارجيا باعتباره تأسيسا للجمهورية الثالثة، بعد أن فشلت في سيناريو التمديد.
قمة السقوط.
بقلم: سيد المختار إبراهيم
زر الذهاب إلى الأعلى