بعد التحية والتقدير هذه كلمات من مواطن لم تتح له فرصة لقاء شخصكم الكريم مواطن يريد أن يتصف بصفة المواطنة حقا بحيث يمكنه أن يرى بشكل جلي عظم الإنجازات التي حققتموها على الأرض فأصبحت واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار ولايمكن لأي مكابر أن يحجب تلك الحقائق لأنها بكل بساطة أكبر من أن تحتجب.
ولكن ياسيادة الرئيس لاأريد في نفس الوقت أن يصيبني ماأصاب هذا الشعب المسكين الذي انقسم الى قسمين:قسم لايعترف بأي شيء ولايرى أي شيء مهما بلغت قيمته وأهميته لأنه بكل بساطة(إنجازانجزه محمد ولد عبد العزيز) والقسم الآخر لايرى أي نقص في أي شيء بل على العكس يحسب النواقص والأخطاء اعمالا جليلة ويرى أن كل الأمور قد أصابها الكمال ولايمكن أن يعتريها النقص ولا العيب ولعمري ياسيادة الرئيس هذا النوع أخطر على الأمة وعلى الوطن لان اصحابه بكل بساطة (منافقون) وانتم تعرفون ياسيادة الرئيس ماورد بشأن هؤلاء في كتاب الله العزيز.
سيدي الرئيس إن تطور وتقدم أية أمة في الأرض منوط بتطور وتقدم منظومتها التربوية والتعليمية ولقد ادركتم ذلك مبكرا واتخذتم قرارات بشأنه ومنها وهو -بيت القصيد عندي-منع دخول مدرسة تكوين المعلمين على غير حاملي شهادة الباكلوريا وإضافة سنة ثالثة لمدة التكوين غير أن مانشهده اليوم مناف ومناقض تماما لهذا القرار فهذه الأفواج المتدفقة من العقدويين في أغلبها من أصحاب شهادة التعليم الإعدادي وهم لايحسنون القراءة ولاالكتابة الا من رحم ربك .والأدهى والأمر أنهم يخضعون لمزاج فرد دون أي معايير أخرى تراعي اكتتابهم وانى لهذا الفرد أيا يكن أن لاتؤثر فيه تلك المؤثرات والاغراءات التي تصدر من المجتمع، والطامة الكبرى أنه يتم ارسالهم الى المناطق النائية حيث لارقابة ولاتفتيش ولامن يهتم فمتى يتوقع من هؤلاء ان يحدثوا التغير المنشود وفاقد الشيء لايعطيه . انكم ياسيادة الرئيس قمتم بزيارات ميدانية لكثير من المؤسسات التعليمية وقمتم بإصلاح الكثير مما تراه العين المجردة من حيث البنى التحتية واللوازم والمعدات وهذا لعمري عمل جليل ولكنكم ياسيادة الرئيس لم تروا الجهل المطبق على نفوس تلك البراعم الصغيرة لأن العين المجردة لاتراه ولم يقدم لكم المسؤولون صورة حقيقية عن تلك المستويات المنحطة عند اطفالنا رغم انهم مطلعون عليها تمام الإطلاع. ان قطاع التعليم يتوقف عليه كل شيء فهو تماما كمضغة الجسد اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله ومايزال بحاجة ماسةلقرارات تلامسه في العمق محدثة زلزالا داخل منظومته يشمل البرامج ونمط الإدارة وفي مقدمة الأولويات إعادة اللغة العربية الى مكانها الطبيعي بحيث تكون كل معارف الطفل بلغته الأم وذلك قرار يحتاج الى الجرأة والشجاعة وهما سمتان بارزتان في شخصيتكم ياسيادة الرئيس اهل الصين واليابان اهل الشرق واهل الغرب وكل أمم الأرض تدرس بلغاتها الا نحن فمتى سنظل نقبع تحت هذا الواقع الأليم .
ياسيادة الرئيس هذه الجزئية تمثل أهم مآخذي عليكم بصفتي مواطنا مؤيدا ومقدرا لمابذلتموه من أجل الوطن وأريد من خلالها أن اقول للمؤيدين والموالين أن باستطاعتهم بل ويجب عليهم أن ينتقدوا كل مايرونه جديرا بأن ينتقد وأن ذلك لايفسد للود قضية. ولااريد ان انهي هذه الخواطر قبل ان أعرج ولو قليلا على الشق السياسي لأقول: انكم قد دعوتم وبنفس طويل كل الموريتانيين لأن يلتئموا لتدارس أمورهم انطلاقا من مبدإ (وشاورهم في الأمر) وتجسيدا للسلوك الدمقراطي الرفيع وبعد طول انتظار حضر طيف هام من السياسين وغاب طيف هام ايضا لكنكم لو انزظرتموهم أمدا طويلا ماحضرو اليكم أبدا، وقد اعلنتم ياسيادة الرئيس اختتام تلك الأيام وبعد الإتكال على الله أعلنتم للموريتانين عزمكم عدم الترشح لمأمورية ثالثة وانكم تريدون المحافظة على الدستور بوصفه وثيقة سامية تضبط نظام مجتمعنا، كم تساميتم في تلك اللحظة وكم ارتقيتم فيها الى العلا لتعبرون بهذا الشعب الى بر الأمان مجنبينه مخاطر لايعلمها الا الله، واليوم نرى ونسمع ابواقا تنادي ببقائكم الى الأبد وماتلك الأصوات إلى(كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى اذا جاءه لم يجده شيئا) لأنها اصوات المنافقين يظنون أنهم يقدمون لك الولاء والطاعة وهم متزلفون لايريدون الا انفسهم ومناصبهم لايفكرون في هذا الوطن ولا في مستقبله، أولا يحسبون أن هذا الوطن قادر على تقديم رجل يسير على هذا الدرب الذي رسمتموه بخطى ثابتة وبتوأدة وحكمة .قل ياسيادة الرئيس لأصوات المنافقين أن تخبت قل لهم انك قد عزمت وتوكلت على الله وأخذت القرار باحترام المبدإ السامي للتناوب السلمي على السلطة فانهم لايدركون اهمية ذلك بالنسبة للوطن. وتقبل ياسيادة الرئيس خالص الود والاحترام من مواطن كان بوده ان يقول لك ابق كما قالها لك غيره ولكن موريتانيا اكبر منا جميعا. المواطن: محمدالمامون/سيداتي/الشيخ محمد فاضل.
زر الذهاب إلى الأعلى