إسحاق ولد موسى ينوه بمحاضرة ولد الزين خلال مئوية الشيخ سيديا باب
2024-10-30
إسحاق ولد موسى ولد الشيخ سيديا
الخير باقٍ في هذه الأمة إلى يوم القيامة ما بقي فيها العلماء العاملون الذين تحيا بهم الأمم، ويرشدون الناس إلى طريق الخير والهدى والحق، ومن هؤلاء العلماء الأفاضل: الفاضل بن الفضلاء بن السادة العلماء النجباء الدكتور: الشيخ بن الزين بن الامام بن الزين بن خطري بن الشيخ بن محمد الامين بن الامام الغلاوي.
اشتهر الدكتور بطول الباع في الفقه المقارن وفقه النوازل، وبالورع والنباهة والفطنة، والتشبث بالأخلاق الفاضلة.
حدث ابن سعد في كتابه الطبقات الكبرى قال: سأل مَطَر الحسنَ عن مسألة فقال: إنّ الفقهاء يخالفونك، فقال: ثكلتك أمك مطر وهل رأيت فقيهًا قطّ؟ تدرى ما الفقيه؟ الفقيه الورع الزاهد الذى لا يهمّ من فوقه، ولا يسخر بمن هو أسفل منه، ولا يأخذ على علم علَّمه الله حُطامًا.
كان الدكتور عضوا في المجلس الإسلامي الأعلى، ويعمل حاليا أستاذا لأصول الفقه ومقاصد الشريعة بالجامعة، وأمينا عاما لمنتدى علماء موريتانيا وإفريقيا، شارك في العديد من المؤتمرات والندوات الخارجية والداخلية، له إسهامات كثيرة ومتعددة:
من شب في حجر الفضائل والتقى *** يسمو على كل الورى ويفوق
من لا يزال يجول في أفكاره *** فهم لتنقيح العلوم دقيق
فهو السعيد بنيل كل فضيلة *** يقفو بها نهج السداد طريق.
نشأ في بنية كريمة، وأرومة شريفة، من بيت عز وشرف وعلم ومعرفة، فوالده العلامة الزين كان إماما عالما فقيها مصلحا محققا:
ضموا إليه معارفاً وفضائلاً *** وسموا بذاك فكلهم أمجاد.
شارك الدكتور الشيخ بن الزين بن الامام في الندوة الكبرى المخلدة للذكرى المئوية للعلامة المجدد الشيخ سيدي باب التي أقيمت في بوتلميت يومي 6-7 يناير 2024م، وألقى محاضرة قيمة عنوانها: (الاستدلال بقصد الشارع فى فتاوى العلامة باب ولد الشيخ سيديا رسالته لابن حبت الغلاوي نموذجا).
ومما جاء في المحاضرة قوله:( …. والخلاصة التي نخرج بها من هذه المباحثة والمساءلة في المنهج الإفتائي للعلامة باب ولد الشيخ سيديا تفيد إنه كان عالما مجتهدا ينزل فتواه وفق مقاصد الشارع ناظرا للأحكام تبعا لما ينجر منها من مصالح تستجلب أو مفاسد تدرأ.
وتلك منزلة العالم المجتهد الذي قال عنه الشاطبي : «ويسمى صاحب هذه المرتبة الرباني والحكيم والراسخ في العلم» .
وبين الشاطبي أمارته قائلا: «ومن خاصته أمران: أحدهما أنه يجيب السائل على ما يليق به في حالته على الخصوص..
والثاني: أنه ناظر في المآلات قبل الجواب عن السؤالات».
للعلامة باب ولد الشيخ سيديا سلف فى هذا المنهج المقاصدي فهذا جده العلامة الشيخ سيديا الكبير يقول في خاتمة كتابه الموسوم الميزان القويم والصراط المستقيم (يتعين على كل من له عناية بدينه أو همة بإصلاح شؤونه أن لا يأتي أي عمل أو أمر يريد الشروع في فعله والقيام لأدائه حتى ينظر فيه ويبحث عنه ويعلم حكم الله فيه.
وما هو طالبه منه ليكون عاملا بيقين وعلم لا عاملا بشك أو وهم وليكون سعيه فيما طلب منه لا فيما نهى عنه، إذ العمل بغير العلم ذهاب في غير مذهب والسعي في غير ما طلب تعب في غير متعب وكلاهما منهى عنه محذر منه ولا يتقرب إلى الله بما نهى عنه ولا ينال ما عنده بما حذر منه»….).