القنوات العالمية والصحف والمجلات والمنظمات الإقليمية منها و الدولية وحتى الأمم المتحدة الكل مجتمع على الإشادة بالدور الفاعل الذي قامت به موريتانيا التى فرضت حلا دبلوماسيا وسياسيا للمشكلة الغامبية جنبتها به والمنطقة برمتها حربا أوشكت بعض الدول الغرب افريقية أن تشعل فتيلها بطريقة غير مدروسة. القارئ للمبادرة بشكل موضوعي يقول إنها نجحت بكل المقاييس وغلبت صوت الدبلوماسية والسلم على صوت المدافع والدبابات المدمرة .وأول المستفيدين من هذه المبادرة هي غامبيا والدول المجاورة لها خاصة السينغال ثم الدول التي لها جاليات في غامبيا أو التي تربطها بها مصالح أو علاقات جيوسياسية أو استراتيجية . وبشكل عام فإن إفريقيا تحتوي على الكثير من بؤر التوتر ولا تتحمل زيادة هذه البؤر إضافة إلى الفقر والأمراض والتطرف والإرهاب لاسيما إذا كانت هذه البؤرة الجديدة نشوب حرب في غرب إفريقيا حيث القبلية والطائفية والفصائل المنتشرة في جميع دول غرب إفريقيا، وبمجرد أن تبدأ الحرب في غامبيا ستتسع رقعتها لتشمل دول الجوار وتنتهزها الحركات المتطرفة والجماعات الإرهابية لتزيد من حدتها، ويزداد الوضع سوءا ويكثر القتل والتشريد والدمار كما حدث في عدة مناطق من إفريقيا وما زالت حتى يومنا هذا غير مستقرة وغير آمنة. ولربما تدخلت المنظمات الدولية ظاهريا لوقف العنف وباطنا للسيطرة وتجريب أنواع الأسلحة الحديثة أو لتفريغ خزائن الأسلحة الممتلئة بالقديم منها (الأسلحة ) ليحل محله أحدث انواع الأسلحة وأكثرها تطورا. المبادرة الموريتانية نجحت في تكريس الديمقراطية في غامبيا وإخراج الرئيس المهزوم بطريقة سلمية، ليحل محله الفائز بأصوات الشعب، مما يمكن اعتباره درسا واضحا لجميع الشعوب الإفريقية مفاده : أن لا صوت يعلو فوق صوت الشعب المعبر عنه بصناديق الإقتراع، وأن قوة الحوار والسلم والدبلوماسية أقوى واحكم من صوت المدافع الثقيلة . لا شك أن موريتانيا اليوم وفي ظل النظام القائم الذي يطبق سياسة الحكمة وينتهج نهج الحكامة الرشيدة وبهذه المبادرة الناجحة وبسابقاتها في بؤر افريقية أخرى ككدال في دولة مالى المجاورة مثلا لا شك أنها حققت انتصارا دبلوماسيا باهرا جعلها تتقدم وتسمو على جميع دول المنطقة، كما جعل دول العالم يحترمها، حتى أن بعض الدول العربية والاسلامية والافريقية وحتى الغربية، أصبح اليوم يعتبرها مرجعية ومثالا يحتذى به.
زر الذهاب إلى الأعلى
لافض الله فاك.