تسلم بنت المصطفى: مقابلة قناة الجزيرة أجلت معرفة مصير شقيقي المختفي لسنوات
2017-02-16
روت تسلم منت المصطفى تفاصيل المأساة التي عاشتها عائلتها بعد اختفاء ابنهم الوحيد رجل الأعمال الموريتاني والمرشح للرئاسيات السابق الراجل ولد المصطفى الملقب رشيد، وقالت في مقابلة مع رؤيا بوست أن المعلومات المغلوطة أخرت تكثيف البحث عن شقيقها المختفي بعد أن تم تداول انباء كاذبة عن إسقاط الطائرة الخاصة التي كان يستغلها من قبل السلطات المغربية.
وأضافت بأن المدخلة التي اجراها ِأشخاص باسم الحزب الموريتاني للتجديد الذي يرأسه رشيد مصطفى مع قناة الجزيرة والتي اتهموا خلاها السلطات المغربية باختطاف أو إسقاط طائرة رشيد كانت مستعجلة ولم تكن تستند لمصادر موثوقة.
وكشفت عن معلومات غير مؤكدة بشأن مساعي رشيد مصطفى لتحويل اعماله لدبي بدولة الإمارات مشيرة إلا أنها ربما تكون عاملا هاما في اختفاءه القسري، وأوضحت بأن اللجنة التي تم تشكيلها في دولة الامارات -حينها- اتهمت اصدقاء لرشيد ونافذين بأنغولا ووضعت اسمائهم على الانترنت ما تسبب في مشاكل عديدة لأن تلك الاتهامات غير دقيقة إلا أن اللجنة انتهت بسبب عدم استنادها لمعطيات دقيقة وقصر نفسها وفق تعبيرها.
وبعد ذلك-تقول منت المصطفى- تشكلت مبادرات شبابية تسعى غالبيتها للاسترزاق على حساب القضية وتوجيه طلبات لجهات حكومية باسم الأسرة وهو ما دفعني لتقديم شكوى فتم إيقاف تلك المبادرة التي لم تتشاور معنا حول مسار القضية .
وشددت على أن شقيقها المفقود كتوم وحريص على اعماله وقالت:”..ما يجب تأكيده هنا هو أن معرفتي بشخصية اخي رشيد -فرج الله كربه- تؤكد لي انه لا يتوكل إلا على الله ونفسه وليس بإمكان أي شخص أن يكون قريبا منه بدرجة أن يكشف له عن معلومات يمكنه أن يستند عليها في أي تصريح يدلي به”.
وأوضحت بأن الاتهامات التي ساقتها اللجنة التي تشكلت عقب اختفاء رشيد مصطفى خاصة اتهامهم لجنرالات انغوليين بالعمل مع المخابرات المغربية لإخفاء رشيد تسببت في حرج كبير ومسار خطير لم يكن في صالح القضية.
كما اكدت للرأي العام أن آخر المعلومات أن رشيد حي وموجود داخل انغولا، وأرجعت سبب اعتقاله لرجال اعمال نافذين وجنرالات متقاعدين في انغولا.
وأضافت:”..تم تضليلنا عن المسار الحقيقي الذي يجب أن نسلكه في القضية، حيث قام أشخاص بإجراء مقابلة مع قناة الجزيرة القطرية واتهموا السلطات المغربية باختطافه وتحدثوا خلالها عن أن رشيد مصطفى تم إسقاط طائرته من قبل الجيش المغربي بعد علمهم بسعيه في إنشاء قناة في الصحراء وتصريحاته المؤيدة للبوليزاريو بحكم أنه ثائر وصريح في آراءه”.
مع بداية اختفاء الراجل اجتمعت رجالات الوسط الاجتماعي في منزل الأسرة وقد حضر الاجتماع قرابة 700 شخص في اجتماع قبلي ضخم تمخضت عنه لجان لمتابعة القضية والتقت بالوزير الأول حينها مولاي ولد محمد لغظف إلا أن تلك الجهود لم تتواصل.
واثنت تسلم منت المصطفى شقيقة “رشيد” على المؤازر الحقوقي مؤخرا وذلك بعد استمرت الجهود خارجيا مع محبي الراجل ولد المصطفى وحقوقيين اتصلوا بالعائلة بعد الوقفات الأخيرة خلال السنة الماضية من بينهم الدكتورة السالمة من أحمد لعم، و الاستاذ اسلامة ولد امينو رئيس المركز الامريكي الدولي للسلم وحقوق الإنسان وعدد آخر من الحقوقيين والإعلاميين والناشطين يضيق المقام عن ذكرهم جمعيا، وتواصلت الجهود حتى ثبت أن المغرب لا علاقة لها بملف اختفاءه، كما أن السلطات الأنغولية قدمت تقريرا قرأه مدير الأمن الأنغولي بحضور وزير الداخلية وممثل عن عائلة أهل المصطفى بعد فترة قصيرة من اختفاءه في 2010، وقد اثبت التقرير أن طائرة رشيد لم تسقط.
في 2013 دخلت تسلم في معاناة جديدة بعد مرض والدها الذي بدأ رحلة علاجية خارج البلاد، وباتت السيدة اكثر قناعة باللجوء للمنظمات الحقوقية ووسائل الإعلام بدل المسار الاجتماعي.
توفي والد رشيد مصطفى في 2015، ورغم المأساة المضاعفة للعائلة إلا أنه لاح ضوء في آخر النفق المظلم رأت من خلاله تسلم خيوط ارشدتها لمصير اخيها الراجل ولد المصطفى حتى تأكدت بأنه موجود في السجون الأنغولية وبدأت رحلة التعبئة والضغط للتواصل معه.
تم تنظيم وقفات امام البرلمان نتج عنها مسائلة الناطق باسم الحكومة، والوزير الأول يحي ولد حدمين، كما تم تنظيم عدة وقفات أمام القصر الرئاسي وتوجيه رسالة لرئيس الجمهورية الذي تجاوب مع المناشدة حسب ما علمت تقول السيدة تسلم.
وختمت مقابلتها مع رؤيا بوست بالقول:” ما وصلنا من معلومات يؤكد بأن السفير الموريتاني بأنغولا تلقى تعليمات مباشرة من رئيس الجمهورية بضرورة كشف ملابسات احتجاز أخي، لكنا نطالب بتسريع وتيرة تلك الجهود حتى نتواصل مع رشيد ويتم إخلاء سبيله سريعا”.