السياسةالمستعرض

وزير الخارجية الموريتاني يدعو لتشكيلة توافقية لمجلس الأمن الدولي

رؤيا بوست: قال وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدكتور إسلك ولد أحمد إيزيد بيه  بأن مسألة إصلاح منظومة الأمم المتحدة وتكييف آلياتها لتضطلع بالأدوار المنوطة بها أصبحت ضرورة ملحة في ظل التحديات المعقدة التي يعيشها العالم اليوم. وفي هذا الصدد نؤيد المفاوضات بهذا الشأن ونتطلع إلى أن تفضي إلى تشكلة توافقية لمجلس الأمن الدولي ، تضمن لإفريقيا والعالم العربي التمثيل اللائق في هذا المحفل الحساس.

 كما أكد على أن القضية الفلسطينية تنتظر حلا عادلا يضمن للشعب الفلسطيني حقه في الحرية والسيادة والكرامة، أضاف:”.. أمام تعنت السلطات الإسرائلية وتماديها في إجهاض أي مبادرة من أجل السلام، يصبح لزاما على حركتنا اعتماد مقاربة عملية بالتنسيق مع المنتظم الدولي، من أجل حل عادل وقابل للاستمرارو قائم على المبادرة العربية للسلام والقرارات الدولية ذات الصلة.

وحول الوضع الإقليمي أبرز بأن موريتانيا تؤوي 60000 لاجئ من جمهورية مالي المجاورة، وذلك في إطار مشاركتها في تحمل الأعباء الإنسانية الناجمة عن الوضع الأمني الصعب في محيطها الإقليمي، كما تشارك بقوات لحفظ السلام تحت الملة الأممية في عدة دول.

  وأضاف خلال كلمته في الدورة 17 لقمة عدم الانحياز في فنزويلا بأن العالم يواجه تحديات عديدة أفرزتها، من بين أسباب أخرى، دمقرطة وتسارع تطور وسائل الإتصال الحديثة، بتحدياتها الأمنية والسياسية والاجتماعية. فظواهر التطرف العنيف والإرهاب والتدخلات الخارجية شكلت وتشكل عقبات حالت دون رفع معدلات التنمية، مما يتطلب التفكير الجدي والسريع لإيجاد حلول ناجعة لمعالجة هذه الظواهر والقضاء على جذوره وفق تعبيره.

وأكد ولد إيزيد بيه بأن منطقة الساحل والصحراء تعاني بشكل خاص من التداعيات السلبية للإٍرهاب والجريمة العابرة للحدود والتدهور البيئي، ومساهمة في مواجهة هذه التحديات، قررت خمس دول هي موريتانيا، مالي، النيجر، التشاد وبوركينا فاسو تأسيس “مجموعة الساحل الخمسة” للتنسيق فيما بينها عبر وضع سياسات إقليمية مشتركة. إنه مثال يستحق التنويه في مجال التعاون جنوب جنوب حول تحديات الساعة، والاعتماد على المقدرات الذاتية.

وأضاف خلال كلمته بالمناسبة:”..إن موريتانيا التي تنتمي إلى منطقة المغرب العربي وإلى دول جنوب الصحراء تواقة إلى استتباب الانسجام والتفاهم في هذين الفضاءين. فعندما تشرفنا برئاسة الاتحاد الإفريقي سنة 2014، أطلقنا مبادرات ساهمت إلى حد بعيد في احتواء العديد من بؤر التوتر ولعل الجميع يذكر الخطوة الشجاعة لفخامة الرئيس عندما حطت به طائرة هليكوبتر في مدينة كيدال المالية وسط ساحة حرب ملتهبة.

وأوضح ولد ايزيد بيه أن موريتانيا اضطلعت بمسؤولياتها كاملة عندما تشرفت بإيواء قمة جامعة الدول العربية، خلال شهر يوليو الماضي. وستعمل بالتنسيق مع الدول الأعضاء، على المساهمة ف حلحلة الصراعات المريرة التي تشهدها الساحة العربية وتعول موريتانيا في هذا المضمار على دعم الرئاسة الفنزويلية لحركة دول عدم الانحياز حسب تعبيره.

وختم وزير الخارجية الموريتانية كلمته المطولة بالقول:”..يقول مثل عربي “من جهل شيئا عاداه” ومن الأقوال المأثورة عن الفيلسوف الفرنسي مونتين قوله” chacun appelle barbarie ce qui n’est pas de son usage” فالإشكال الكبير بالنسبة لعالمنا اليوم هوتجاهل إنسانية الآخر وجهل مقوماته الحضارية ومقدراته الحقيقية. فأكثر الحروب المعاصرة ضراوة وأطولها أمدا اندلعت كنتيجة حتمية لمظاهر الجهل أوالتجاهل. فعلى حركتنا، حركة دول عدم الإنحياز، التركيز في برامجها المستقبلية على هذه البعد واستحداث فضاءات للحوار  مع من يتعمدون شن الحروب دون أدنى اهتمام ببراءة وعدد ضحاياها المحتملة وتداعياتها على الأمن ةالسلم الدولين، لكي يستعيد عالمنا توازنه ورشده.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى