رؤيا بوست: جرت الانتخابات البلدية والنيابية والجهة في ظل وضع توافقي عام انعكس على مقاطعة باسكنو شرق البلاد إيجابيا، حيث كان اللاعب الأبرز الزعيم التقليدي معالي وزير الدفاع الوطني منسجما مع خيارات حزب الإنصاف وداعما لها بل اكثر من ذلك حيث سعى جهده لتوحيد الخيارات ولملمة أطراف الأحلاف السياسية المتناحرة تحت مظلة الحزب وفقا لرؤية رئيس الجمهورية الذي انتهج سياسة التهدئة مع المعارضة ما يفرض ضرورة انسجام الأغلبية الموالية للنظام.
ولا يعتبر الرجل بأن الانتخابات تشكل اختبارا لمكانته أو شعبيته وحليفه الوجيه النائب محمد محمود ولد سيدي، بحكم تماسك الحلف وتنامي الولاء و الشعبية لمعالي الوزير حيث انتصر حزب الإنصاف بفارق مريح في النيابيات وعدد من بلديات المقاطعة، بينما حصل على البلدية المركزية مرشح ينتمي لحلف الوزير والنائب ولد سيدي بينما حصد الانصاف على مركز فصالة الإداري وبلدية المكفه، في حين تشكلت تحالفات جديدة مؤقتة على خط الانتخابات توصف بأنها ليست طويلة النفس بحكم تاريخها السياسي في المقاطعة، وحققت نتائج محدودة قياسا بالحلف التقليدي العتيد بباسكنو.
و تتميز مقاطعة باسكنو بحساسية جيوستراتيجية بالغة من حيث الموقع الجغرافي والتركيبة السكانية التي تتداخل بشكل كبير على الشريط الحدودي، وهو أمر طبيعي للغاية بحكم هجرة السكان منذ عهود تليدة، الشيء الذي جعل مسؤولية وزير الدفاع الوطنية تدفعه للتنازل في كثير من الأحيان سعياً للوفاق والابتعاد عن حدة الاستقطاب السياسي، حيث لم يشتهر بشراء الذمم والولاءات وإنما عرف بنزاهة الذمة ولم الشمل، رغم أنه بحكم النتائج يتمتع بالأكثرية التمثيلية.
ولتصحيح الصورة أكثر ليس هناك رجل ثاني أو ثالث في النظام الحاكم وإنما هناك رئيس للجمهورية وأعضاء في الحكومة تختلف مسؤولياتهم ومناصبهم التي كلفهم بها الرئيس ولد الشيخ الغزواني.
وتحتاج قراءة نتائج الانتخابات إلى التدقيق في تفاصيلها حتى يمكن تقييم أثرها سلبا أو إيجابا على النظام والحزب بشكل موضوعي، وليس من خلال نشر تقارير متشائمة في محاولة لهز صورة الأحلاف السياسية العتيدة، ويبقى من المناسب على هذا الحلف أن يقدم بديلًا سياسيًا واجتماعيًا، وأداءً بلدياً و برلمانيًا مهنيًا ينعكس إيجابيا على النظام وعلى المقاطعة والولاية بحكم خبرته المتراكمة .
زر الذهاب إلى الأعلى