اتهم الاستاذ عبد الرحمن المقاري الحكومة التركية بزراعة ذراع استخباراتية في عدة بلدان من بينها موريتانيا تحت اسم منظمة مدنية تسمى “وقف المعارف”، وجاء في نص مقالة بالخصوص:”.. “وقف المعارف ” تشكيل إستخبارتي أسسته الحكومة التركية لمهمة أمنية محددة بعد المحاولة الانقلابية الفاشلة تتمثل تلك المهمة في ملاحقة تجارب حركة الخدمة الناشطة في مجال التعليم في الخارج بعد أن أجهزت عليها في داخل تركيا ،
منذ ثلاثة أشهر بدأ هذا ” الوقف ” الذي افتتح مقره بتفرغ زينة يضغط بمساعدة السفارة التركية على الحكومة الموريتانية من أجل تسليمه مدارس برج العلم التي تديرها إدارة تركية محدودة ذات ارتباط فكري بحركة الخدمة ، إلا أن أي قرار بهذا الصدد لم يدخل حيز التنفيذ وإن كان هناك حديث عن مذكرة تفاهم سرية بين الحكومة الموريتانية وهذا ” الوقف ” وبغض النظر عن لغة المصالح و الوعود التى قد تعجز تركيا عنها حاليا نظرا لظروف اقتصادية صعبة بسبب بؤر الصراع والحروب التي أقحمها الرئيس اردوغان في اتونها قد تجعلها هذه الظروف المتفاقمة غير قادرة على الالتزام بها ..
بغض النظر عن ذلك هناك مجموعة من الملاحظات اعتقد أنها لن تغيب عن الحكومة الموريتانية منها :
1 – ” وقف معارف ” جهاز أمني لا علاقة له بالتعليم ولا تجربة سابقة ، ولا نتائج على الواقع ، وهذا يجعل موريتانيا تفقد مشروعا تجربته اكثر من نصف قرن ونتائجه ماثلة وتجعل مصير أبنائها في أتون صراع سياسي و في أيادي أمنية أجنبية هذا إن اتخذت قرار بتسليم مدارس برج العلم لهذا التشكيل .
2- المحور الذي استجاب لتخرصات اردوغان هو محور السودان المغرب وهذا مفهوم نظرا لترابط الانظمة الحاكمة في هذه البلدان ايديولوجيا بحزب العدالة والتنمية الحاكم بتركيا ، أو السنغال المرتبطة بالموقف المغربي (مع أن السنغال لم تحرك أي شيء عملي بعد اتخاذها القرار ديسمبر الماضي ) والتي باعت كدول افريقية مطحونة موقفها بثمن بخس دراهم معدودات !!! !
3 -لن يغيب عن الحكومة الموريتانية أن أموال الوقف لا تخضع للمتابعة و لا التفتيش وتتميز بسهولة الحركة ومبررات التحويل والصرف ، وهذا يعطي لوقف أمني مرونة تجعل مجالات تدخله تصل الدعم السياسي لحلفاء تركيا في موريتانيا .
اعتقد أن المعطيات الموضوعية والواقعية تجعل الحكومة الموريتانية تخسر علي صعيد سمعتها نظرا لاستهدافها استثمار اقتصادي لأسباب سياسية وهي رسالة لن يتجاوزها العالم و تعتبر مقلقة على مستقبل تأمين وجود المستثمرين ..
4- البنايات التى تستغلها برج العلم حسب موقع مراسلون مملوكة لشركة قانونية مخفية الاسم ش م بمساهمة خواص موريتانيين و تأميمها لتركيا مستحيل قانونيا. من الواضح أيضا أن التردد الحاصل في الموقف يؤكد صعوبة اتخاذ قرار عملي يرضي الطرف التركي الذي يحاول إقناع الجانب الموريتاني بأن حركة الخدمة إرهابية ومدارسها إرهابية بعد 12 سنةمن العمل تحت أعين الاجهزة الأمنية و المصالح الحكومية ، ومطاطية مفهوم الازهاب الذي اصبح تهمة جاهزة يلصقها اي نظام بمن يعتبرهم خصوما له فالسنة الدراسية في نهايتها..و المجازفة بتعديل اداري أو تسليم سيؤثر بشكل مباشر على سير الدروس وانتظامها.
الاستاذ عبد الرحمن المقاري
abdarahman665@gmail.com
زر الذهاب إلى الأعلى