رأي

التنافس الاستعماري في موريتانيا..!/ الزين محمد ديدي

كان البرتغاليون أول من استولى على بعض جهات من موريتانيا خلال القرن التاسع الهجري (القرن الخامس عشر الميلادي). وقد أغرتهم تجارة الصمغ والذهب والرقيق، فأسسوا مراكز تجارية لهم، وبقوا في البلاد قرابة قرنين. لكن الموريتانيين اضطروهم للانسحاب. ثم جاء الأسبان وتمكن الهولنديون بعدهم من السيطرة على المنشآت البرتغالية المهملة، وظلت تجارة الصمغ موضع منافسة بين هولندا وبريطانيا وفرنسا. وكانت شركة الهند الفرنسية القائمة في سان لويس تصرف تجارة الصمغ على ضفتي نهر السنغال في الوقت الذي تعمل فيه فرنسا لاكتشاف جهات البلاد الداخلية، فكانت سباقة إلى عقد الاتفاقيات والمعاهدات مع الأمراء الموريتانيين. كما حاولت بريطانيا بدورها مد نفوذها إلى داخل موريتانيا عن طريق المعاهدات والاتفاقيات لبناء مساكن ومستودعات وحماية تجارتها ولم تتردد في دفع الجزية. وقد أثارت زيادة النفوذ البريطاني حفيظة فرنسا، ثم سوي الخلاف بالوفاق السياسي سنة 1322هـ، 1904م استمرارًا لمعاهدة برلين لسنة 1295هـ، 1878م التي قسمت إفريقيا بين الدول الاستعمارية.

الاحتلال الفرنسي. كانت فرنسا تتطلع إلى موريتانيا منذ احتلال الجزائر سنة 1246هـ، 1830م، وتم لها احتلالها فعلاً بين 1319هـ، 1901م و1323هـ، 1905م على يد كزافيي كوبولاني، الذي استطاع أن يستغل خلاف الشيخ سيديا زعيم الطريقة القادرية مع الشيخ ماء العينين، فاستغل الفرنسيون هذا الخلاف واستخدموه لتحقيق أهدافهم الاستعمارية. وقد أعلنت فرنسا حمايتها على موريتانيا سنة 1320هـ، 1903م فقابل السكان ذلك بالسخط والثورة في جميع أرجاء البلاد، وفي 1321هـ، 1904م صدر مرسوم جمهوري بإلحاق موريتانيا برمتها كمنطقة تابعة للسنغال ومقرها سان لويس، وأنيط حكمها بكوبولاني الذي لقب بحاكم إفريقيا الغربية الفرنسية العام بموريتانيا. ثم انتقل هذا الأخير إلى تجكجة لتنظيم المستعمرة فقتل بها سنة 1323هـ، 1905م على أيدي الوطنيين.
المقاومة الوطنية الموريتانية. بعدما قضت فرنسا على مقاومة الطوارق في واحة تيت استطاعت أن تتوغل في موريتانيا من جهة الداخل وتحتل الأدرار، فأعلن الشيخ ماء العينين الجهاد في الشمال وجمع جيشًا تمكن به من استرداد الأدرار سنة 1324هـ، 1906م وأعلن نفسه حاكمًا عليه. وعين الفرنسيون حاكمًا جديدًا هو الكولونيل غورو خليفةً لكزافيي، فتجدد القتال سنة 1326هـ، 1908م بين السكان وجيش الاحتلال. واخترق ماء العينين موريتانيا جنوبًا حتى بلغ قلعة تجكجة فحاصرها، لكن النجدات الفرنسية السريعة أنقذتها من الحصار، وتمكن غورو من احتلال الأدرار وبسط نفوذه الفعلي على منطقتها سنة 1327هـ، 1909م بعد القضاء على المقاومة الوطنية ووفاة ماء العينين.
لم يقتصر نشاط الشيخ ماء العينين على مقاومة الاستعمار الفرنسي في موريتانيا وحدها، بل شمل أيضًا جنوب المغرب الأقصى، ولذلك توطدت صلة ماء العينين بعبد الحفيظ إبان الحركة التي قادها الأخير في مدينة مراكش ضد أخيه السلطان عبدالعزيز سنة 1325هـ، 1907م بسبب استسلامه لمطالب فرنسا.
وقد حمل هبة الله بن ماء العينين دعوة أبيه في الجهاد، فشملت حركته جنوب المغرب الأقصى وشمال موريتانيا ضد الاستعمار الفرنسي الذي كان عدوًا مشتركًا للقطرين. والتف حول هبة الله أهل السوس فتمكن في شهر رمضان 1330هـ، أغسطس 1912م من دخول مدينة مراكش حيث اعترف له أعيانها برئاستهم، مما دفع الجنرال ليوتي ـ المقيم العام لفرنسا بالمغرب وقائد الجيوش الفرنسية بها ـ إلى إرسال قوة كبيرة بقيادة مساعده الجنرال مانجان لاحتلال المدينة المذكورة وموانئ الجنوب المغربي. ولم ينسحب هبة الله إلى موريتانيا حيث قواعده الأصلية إلا بعد استيلاء القوات الفرنسية على قلعة تارودن سنة 1332هـ، 1913م واتخاذها قاعدة للجبهة الجنوبية في المغرب.
وفي سنة 1331هـ، 1912م قامت قوات موريتانيا وتمبكتو الفرنسية باحتلال مدينتي تشيت وأولاته، فانتفضت القبائل وشنت عدة هجمات ضد الفرنسيين، لكن الكولونيل موريه تمكن من صدها وملاحقة المنتفضين حتى مدينة سمارة سنة 1331هـ، 1913م. ظلت انتفاضات القبائل الموريتانية تشكل خطرًا على الفرنسيين وتقض مضاجعهم حتى عام 1334هـ، 1916م. وفي سنة 1339هـ، 1920م أصدرت فرنسا، بعد خضوع المغرب الأقصى للاستعمار الفرنسي، مرسومًا يجعل موريتانيا مستعمرة فرنسية يحكمها مقيم عام فرنسي. فضمتها إلى إفريقيا الغربية الفرنسية، وألحقتها إداريًا بالسنغال بعد أن قسمتها إلى عشر دوائر عينت على كل دائرة مديرًا فرنسيًا. لكن مقاومة القبائل الموريتانية المسلحة للاستعمار الفرنسي لم تهدأ إلا في نحو سنة 1934م بعد قمع قبائل الرقيبات والسيطرة عليها، فأصبحت موريتانيا تحت سلطة الفرنسيين، وكان آخر اشتباك مسلح بين الموريتانيين والفرنسيين سنة 1937م. وهكذا خضعت موريتانيا لفرنسا بعد أن سقط آلاف الشهداء. وقد عمدت السياسة الفرنسية طوال الفترة الاستعمارية في موريتانيا إلى محاربة العروبة والإسلام بأساليب عديدة، منها التفريق بين البيض والسود والعمل على زرع الفرقة بينهم، ونشر اللغة والثقافة الفرنسيتين على حساب اللغة والثقافة العربيتين الإسلاميتين، وإهمال التعليم والصحة وإفقار الشعب وإذلاله.
الحركة الوطنية واستقلال موريتانيا
بدأت الحركة الوطنية الموريتانية تطالب السلطات الاستعمارية الفرنسية بإدخال الإصلاحات على إدارة بلادهم وإنشاء المدارس الثابتة منها والمتنقلة، وذلك ابتداء من سنة 1364هـ، 1945م. وقد منحت فرنسا موريتانيا حق الانتخاب سنة 1946م، فجرت في نفس العام أول انتخابات فاز فيها حرمة بن بابانا بعضوية المجلس الفرنسي نائبًا لبلاده أمام منافسه المرشح الفرنسي رازاك حاكم منطقة الترارزة آنذاك. وتكون في نفس الفترة أول حزب سياسي في موريتانيا وهو حزب الاتحاد الشعبي الموريتاني، سلك هذا الحزب سياسة الاعتدال والإصلاح المبنية على تقبل الأوضاع القائمة مع العمل على تعديلها بما لا يغضب الإدارة. ثم تشكل حزب آخر هو حزب منظمة الشباب الذي دعا إلى الاستقلال. وقد نجح الوطنيون الموريتانيون سنة 1367هـ، 1948م في توحيد الحزبين في حزب واحد سمّي حزب الوفاق الموريتاني، فسعى إلى توحيد جهود الموريتانيين بعد أن فرقتهم السياسة الاستعمارية الفرنسية مستغلة الخصومات القبلية. لكن الحركة الوطنية الموريتانية ما لبثت أن عادت إلى الانقسام، فظهر حزب جديد هو حزب الاتحاد التقدمي، الذي فاز في الانتخابات المحلية التي جرت عام 1371هـ، 1951م وكذلك عام 1376هـ، 1956م.
حاولت فرنسا اقتطاع جزء من الصحراء الموريتانية في نطاق مسعاها لإنشاء ما عرف بمنظمة الصحراء وذلك إحياءً لمشروع إعادة توزيع المناطق الصحراوية الذي أعدته فرنسا سنة 1914م، وفشل تنفيذه بسبب الحرب العالمية الأولى. وقد ظلت موريتانيا إلى نحو سنة 1377هـ، 1957م جزءًا مما كان يسمى الأقاليم الجنوبية الذي كان يضم أجزاء من الجزائر ومالي والنيجر وتشاد. وفي تلك السنة منحت فرنسا دستورًا لموريتانيا سُمِّيَ القانون الأطاري نسبة لمدينة أطار (أتار). وقد تشكلت في نفس الفترة عدة تنظيمات سياسية موريتانية منها منظمة الشباب الموريتاني (من زعمائها حرمة ابن سيد أمه) وحزب الشباب الموريتاني (من زعمائه يحيى ابن عبد) وجمعية الشبيبة الموريتانية (من زعمائها ماء العينين ابن أحمد ويؤيدها المختار ولد دادة)، وتتفق جميعًا في اتجاهها الإصلاحي والدعوة إلى تخطي القبلية وإبراز الهوية الوطنية الموريتانية واستقلال البلاد والنهوض بها ونشر التعليم. وقد اتجهت الجهود منذ أواسط سنة 1378هـ، مطلع سنة 1958م إلى توحيد الأحزاب الموريتانية، فانعقد مؤتمر بمدينة إلق، تمّ فيه دمج حزب الاتحاد التقدمي مع حزب الوفاق في حزب واحد هو حزب التجمع الموريتاني الذي دعا بدوره إلى الاستقلال. وفي 12 شعبان 1377هـ، 13 مارس 1958م افتتحت الجمعية الوطنية الموريتانية دورتها في مدينة سان لويس وتم تعيين المستشارين الذين تولوا مفاوضة فرنسا بشأن الاستقلال.
أول حكومة وطنية. في 3 ذي الحجة 1377هـ، 21 يونيو 1958م تشكلت أول حكومة وطنية برئاسة المختار ولد دادة أحد زعماء حزب التجمع الموريتاني، بموجب قانون أطار لسنة 1957م. كما تم نقل عاصمة البلاد رسميًا من سان لويس إلى نواكشوط في محرم 1378هـ، 24 يوليو 1958م. ثم عرضت حكومة الجنرال ديجول في السنة نفسها على مستعمراتها قبول الانضمام لما سمّاه الدستور الفرنسي المجموعة الفرنسية أو عدمه، بحيث تشكل المستعمرات التي تقبل الانضمام إلى تلك المجموعة حكومات محلية تتمتع بالاستقلال الداخلي، على أن تكون السلطة المركزية لفرنسا في الدفاع والاقتصاد والشؤون الخارجية. أما المستعمرات التي لا تقبل به فتمنح الاستقلال التام، وعندها تقطع فرنسا مباشرة عنها كل معونة تقنية ومالية إدارية. ولما جرى الاستفتاء على مشروع ديجول المذكور في 15 ربيع الأول 1378هـ، 28 سبتمبر 1958م قبلت موريتانيا، تحت الضغط والتهديد، العضوية فنالت استقلالاً ذاتيًا باسم الجمهورية الإسلامية الموريتانية مع ارتباطها بالمجموعة الفرنسية التي جاءت بديلاً لما سمي في سنة 1365هـ، 1946م بالاتحاد الفرنسي.
في سنة 1378هـ (أواخر سنة 1958 وبداية سنة 1959م) نشأ حزب موريتاني جديد هو حزب النهضة، ودعا إلى الاستقلال التام والانضمام إلى المملكة المغربية المستقلة، انطلاقًا من أن موريتانيا جزء لا يتجزأ من تلك المملكة. وقد أيدت منظمة الشباب الموريتاني موقف حزب النهضة، وكان من زعمائه بياك بن عابدين، لكن هذا الحزب سرعان ما تراجع عن تلك الأفكار حتى إنه انتدب ابن عابدين نفسه للالتحاق بالوفد الموريتاني إلى هيئة الأمم المتحدة لتأييد حق موريتانيا في الانضمام إلى عضويتها. وفي العام 1378هـ، 1959م وضع مشروع الدستور الموريتاني، فتمت المصادقة عليه في 12 رمضان 1378هـ، 22 مارس 1959م. وصوتت الجمعية الوطنية الموريتانية بالإجماع على طلب الاستقلال التام عن فرنسا، ففاوض المختار ولد دادة حكومة باريس في ذلك، ونالت موريتانيا استقلالها الكامل في 9 جمادي الثانية 1380هـ، 28 نوفمبر 1960م فانفصلت بذلك عن المجموعة الفرنسية، ولم تعترف باستقلال موريتانيا في البداية من الدول العربية إلا الحكومة التونسية وذلك بسبب مطالبة المملكة المغربية بتبعيتها إليها.
نظام الحكم. نظام الحكم في جمهورية موريتانيا الإسلامية جمهوري رئاسي. وقد أُجريت أول انتخابات لرئاسة الجمهورية في 8 ربيع الأول 1381هـ، 20 أغسطس 1961م وكان المختار ولد دادة المرشح الوحيد، فتم انتخابه رئيسًا لمدة خمس سنوات، وجدد انتخابه بعد ذلك لمدة رئاسية ثانية في 19 جمادى الأولى 1386هـ، 7 أغسطس 1966م وثالثة، واستمر في الرئاسة إلى أن أطاح به العقيد مصطفى ولد محمد السالك في 5 شعبان 1398هـ، 11 يوليو 1978م. وقد اندمجت في أول عهد المختار ولد دادة جميع القوى السياسية بالبلاد، بما في ذلك حزب النهضة المعارض، في حزب جديد هو حزب الشعب الذي تولى حكم البلاد.
حصلت موريتانيا على عضوية هيئة الأمم المتحدة في 18 جمادى الأولى 1381هـ، 28 أكتوبر 1961م، لكنها لم تحصل على عضوية جامعة الدول العربية إلا عام 1393هـ، 1973م برغم زيادة عدد الدول العربية التي اعترفت بجمهورية موريتانيا الإسلامية، وذلك بسبب موقف المغرب الذي كان يرى هذه الدولة الناشئة جزءًا منه. إلا أن طول عهد ولد دادة وتراكم المشكلات الاقتصادية والاجتماعية وتزايد المعارضة السياسية للنظام القائم مكن الجيش من استلام السلطة بالبلاد وذلك عن طريق انقلاب العقيد مصطفى ولد محمد السالك في 1398هـ، 1978م، الذي ترأس لجنة وطنية للإنقاذ تعهدت بحل المشكلات التي تعاني منها البلاد ووضع حد لما سمّته بالفساد ومحاسبة المسؤولين. لكن الخلافات ما لبثت أن ظهرت بين أعضاء لجنة الإنقاذ الوطني المذكورة وأدت إلى تغييرات متعاقبة في سلم السلطة، ومن ذلك: تسلم المقدم أحمد يوسف منصب رئاسة الحكومة في 9 جمادى الأولى 1399هـ، 6 أبريل 1979م، وارتقاء محمد خونا ولد هيدلة إلى ذلك المنصب بعد وفاة المقدم أحمد يوسف في حادث طائرة. وكان ولد هيدلة قبل ذلك وزيرًا للدفاع، وبقي مصطفى ولد محمد السالك صورة رمزية لرئاسة الجمهورية. ثم رفع محمد خونا ولد هيدلة نفسه إلى رتبة عقيد وعزل رئيس الجمهورية ليرتقي مكانه، وعهد برئاسة الحكومة إلى معاوية ولد سيدي أحمد الطايع عضو اللجنة العسكرية، لكنه ما لبث أن عزله ليجمع المنصبين بيده، الأمر الذي دفع رئيس الحكومة المعزول معاوية ولد سيدي أحمد الطايع إلى أن يقوم بحركة انقلابية في 19 ربيع الأول 1405هـ، 12 ديسمبر 1984م، فيتسلم رئاسة الجمهورية ورئاسة اللجنة العسكرية للإنقاذ الوطني ورئاسة الحكومة.
قام العقيد معاوية ولْد سيدي أحمد الطايع في بداية عهده بإطلاق سراح المسجونين السياسيين والسماح للمشردين بالعودة إلى البلاد وإطلاق الحريات ومنع التدخل في شؤون القضاء. أعلن النظام الجديد في موريتانيا مرحلة التعددية الحزبية سنة 1411هـ، 1991م، فنقل الرئيس العقيد معاوية ولد سيدي أحمد الطايع السلطة إلى المدنيين وسمح بحرية تشكيل الأحزاب السياسية وعودة الحياة البرلمانية بالبلاد. ومن أبرز الأحزاب العاملة على الساحة الموريتانية : الحزب الجمهوري الحاكم الذي يترأسه العقيد معاوية ولد سيدي أحمد الطايع نفسه، واتحاد القوى الديمقراطية الذي يقوده حمدي ولد مكناس وزير الخارجية السابق.
تمت آخر انتخابات رئاسية وتشريعية في موريتانيا سنة 1416هـ، 1996م، أعيد فيها انتخاب العقيد معاوية رئيسًا للجمهورية ودخلت فيها أحزاب المعارضة إلى البرلمان بمجلسيه مجلس النواب ومجلس الشيوخ، كما جرت آخر انتخابات بلدية في موريتانيا في شهر شعبان 1414هـ، يناير 1994م ولحقتها انتخابات جزئية في شهر أبريل لتجديد ممثلي 17 دائرة انتخابية في مجلس الشيوخ.
السياسة الخارجية لم تكن لموريتانيا مشاركة بارزة في الشؤون العربية ولا حتى المغاربية طوال سنين عديدة بعد استقلالها، وكانت متجهة بصورة أكثر وضوحًا نحو فرنسا والدول الإفريقية المجاورة لها. ولم تبرز على ساحة الأحداث في المنطقة إلا بدخولها طرفًا مع المملكة المغربية في قضية الصحراء الغربية، إذ تقاسمت موريتانيا مع هذه الأخيرة الصحراء بينهما بعد انسحاب الإدارة الأسبانية منها سنة 1395هـ، 1975م، الأمر الذي جعل موريتانيا هدفًا لعمليات جبهة البوليساريو، التي كانت قد أعلنت قيام الجمهورية الغربية الصحراوية وتعهدت بخوض النضال لتحريرها معتمدة على دعم الجزائر وليبيا. وقد أدى ذلك إلى تفاقم الوضع بالبلاد وعجل بقيام الانقلاب العسكري على نظام المختار ولد دادة. وقد قام النظام العسكري الجديد في موريتانيا، بعقد اتفاق سلام منفرد مع البوليساريو والانسحاب من الجزء الذي كان قد ناله من الصحراء الغربية، وذلك في شهر رمضان 1399هـ، أغسطس 1979م. لكن القوات المغربية سرعان ما استولت على ذلك الجزء وضمته إلى حوزتها وتوترت العلاقات بين المغرب وموريتانيا على إثر تلك التطورات دون أن تسهم في حل مسألة الصحراء الغربية. فلم تتم المصالحة بين البلدين إلا في إطار القمة المغاربية الخماسية التي عقدها حكام دول المغرب العربي بالمملكة المغربية سنة 1408هـ، 1988م، وتم فيها الاتفاق بينهم على إرساء اتحاد بين دولهم الخمس. كما شهدت العلاقات الموريتانية السنغالية انفجار أزمة حادة سنة 1409هـ، 1989م عرضت العديد من المواطنين الموريتانيين المقيمين آنذاك بالسنغال للضرر في أرواحهم وممتلكاتهم، إلا أن الحكومة الموريتانية احتوت الأزمة وتحسنت العلاقات بين الجارتين الشقيقتين.

عاشت موريتانيا مستقلة مزدهرة و مبارك لوطني حكومة و شعباً عيدنا الوطني و كل عام و نحن بخير.

اترك رد

زر الذهاب إلى الأعلى